@ 405 @ .
و ! 2 < يعرفون كلا بسيماهم > 2 ! أي بعلامتهم وهي بياص الوجوه وحسنها في أهل الجنة وسوادها وقبحها في أهل النار إلى غير ذلك في حيز هؤلاء وحيز هؤلاء والسيما العلامة وهو من وسم وفيه قلب يقال سيما مقصور وسيماء ممدود وسيماء بكسر الميم وزيادة ياء فوزنها فعلا مع كونها من وسم وقيل هي من سوم إذا علم فوزنها على هذا فعلا ونداؤهم أصحاب الجنة يحتمل أن يكون وأصحاب الجنة لم يدخلوها بعد فيكون أيضا قوله ! 2 < لم يدخلوها وهم يطمعون > 2 ! محتملا أن يعنى به أهل الجنة وهو تأويل أبي مجلز إذ جعل أصحاب الأعراف ملائكة ومحتملا أن يعني به أهل الأعراف ويحتمل أن يكون نداؤهم أهل الجنة بالسلام وهم قد دخلوها فلا يحتمل حينئذ قوله ! 2 < لم يدخلوها وهم يطمعون > 2 ! إلا أهل الأعراف فقط وهو تأويل السدي وقتادة وابن مسعود والحسن وقال والله ما جعل الله ذلك الطمع في قلوبهم إلا لخير أراده بهم .
قال القاضي أبو محمد وهذا هو الأظهر الأليق ولا نظر لأحد مع قول النبي صلى الله عليه وسلم وقوله ! 2 < وهم يطمعون > 2 ! هي جملة مقطوعة أخبر أنهم لم يدخلوها وهم طامعون بدخولها فكأن الجملة حال من الضمير في ! 2 < نادوا > 2 ! وقرأ أبو رقيش النحوي لم يدخلوها وهم طامعون وقرأ إياد بن لقيط وهم ساخطون وذكر بعض الناس قولا وهو أن يقدر قوله ! 2 < وهم يطمعون > 2 ! في موضع الحال من ضمير الجماعة في ! 2 < يدخلوها > 2 ! ويكون المعنى لم يدخلوها في حال طمع بها بل كانوا في حال يأس وخوف لكنهم عمهم عفو الله عز وجل وقال ابن مسعود إنما طمع أصحاب الأعراف لأن النور الذي كان في أيديهم لم يطفأ حين يطفأ كل ما بأيدي المنافقين .
والضمير في قوله ! 2 < أبصارهم > 2 ! عائد على أصحاب الأعراف فهم يسلمون على أصحاب الجنة وإذا نظروا إلى النار وأهلها دعوا الله في التخليص منها قاله ابن عباس وجماعة من العلماء وقال أبو مجلز الضمير لأهل الجنة وهم لم يدخلوها بعد وقوله ! 2 < صرفت > 2 ! معطية ما هنالك من هول المطلع وقوله ! 2 < رجالا > 2 ! يريد من أهل النار ويحتمل أن يكون هذا النداء وأهل النار في النار فتكون معرفتهم بعلامات معرفة بأنهم أولئك الذين عرفوا في الدنيا ويحتمل أن يكون هذا النداء وهم يحملون إلى النار فتكون السيما التي عرفوا بها أنهم أهل النار تسويد الوجوه وتشويه الخلق وقال أبو مجلز الملائكة تنادي رجالا في النار وقال غيره بل الآدميون ينادون أهل النار وقيل إن ^ ما ^ في قوله ! 2 < ما أغنى > 2 ! استفهام بمعنى التقرير والتوبيخ وقيل ^ ما ^ نافية والأول أصوب و ! 2 < جمعكم > 2 ! لفظ يعم جموع الأجناد والخول وجمع المال لأن المراد بالرجال أنهم جبارون ملوك يقررون يوم القيامة على معنى الإهانة والخزي و ^ ما ^ الثانية مصدرية وقرأت فرقة تستكثرون بالثاء مثلثة من الكثرة .
قوله عز وجل $ سورة الأعراف 49 $