@ 342 @ صفة جهله إذ البهائم تعلم علوم الحس وأما هذه الآية فإنما نفي فيها الشعور في نازلة مخصوصة .
قوله عز وجل $ سورة الأنعام 124 125 $ .
هذه الآية آية ذم الكفار وتوعد لهم يقول وإذا جاءتهم علامة ودليل على صحة الشرع تشططوا وتسحبوا وقالوا إنما يقلق لنا البحر إنما يحيي لنا الموتى ونحو ذلك فرد الله عز وجل عليهم بقوله ^ الله أعلم حيث يجعل رسالاته ^ أي فيمن اصطفاه وانتخبه لا فيمن كفر وجعل يتشطط على الله قال الزجاج قال بعضهم الأبلغ في تصديق الرسل أن لا يكونوا قبل المبعث مطاعين في قومهم و ! 2 < أعلم > 2 ! معلق العمل والعامل في ! 2 < حيث > 2 ! فعل تقديره يعلم حيث ثم توعد تعالى بأن هؤلاء المجرمين الأكابر في الدنيا سيصيبهم عند الله صغار وذلة و ! 2 < عند الله > 2 ! متعلقة ب ! 2 < سيصيب > 2 ! ويصح أن تتعلق ب ! 2 < صغار > 2 ! لأنه مصدر قال الزجاج والتقدير صغار ثابت عند الله قال أبو علي وهو متعلق ب ! 2 < صغار > 2 ! دون تقدير ثابت ولا شيء غيره وقوله تعالى ! 2 < فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام > 2 ! الآية من أداة شرط و ! 2 < يشرح > 2 ! جواب الشرط والآية نص في أن الله عز وجل يريد هدى المؤمن وضلال الكافر وهذا عند جميع أهل السنة بالإرادة القديمة التي هي صفة ذاته تبارك وتعالى والهدى في هذه الآية هو خلق الإيمان في القلب واختراعه وشرح الصدر هو تسهيل الإيمان وتحبيبه وإعداد القلب لقبوله وتحصيله والهدى لفظة مشتركة تأتي بمعنى الدعاء كقوله عز وجل ! 2 < وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم > 2 ! وتأتي بمعنى إرشاد المؤمنين إلى مسالك الجنان والطرق والأعمال المفضية إليها كقوله تعالى ! 2 < فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم > 2 ! وغير ذلك إلا أنها في هذه الآية وفي قوله ! 2 < من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون > 2 ! الأعراف 178 وفي قوله ! 2 < إنك لا تهدي من أحببت > 2 ! ونحوها لا يتجه حملها إلا على خلق الإيمان واختراعه إذ الوجوه من الهدى تدفعها قرائن الكلام مما قبل وبعد وقوله ! 2 < يشرح صدره > 2 ! ألفاظ مستعارة ها هنا إذ الشرح التوسعة والبسط في الأجسام وإذا كان الجرم مشروحا موسعا كان معدا ليحل فيه فشبه توطئة القلب وتنويره وإعداده للقبول بالشرح والتوسيع وشبه قبوله وتحصيله للإيمان بالحلول في الجرم المشروح والصدر عبارة عن القلب وهو المقصود إذ الإيمان من خصاله وكذلك الإسلام عبارة عن الإيمان إذ الإسلام أعم منه وإنما المقصود هنا الإيمان فقط بدليل قرينة الشرح والهدى ولكنه عبر بالإسلام إذ هو أعم وأدنى الهدى حب الأعمال وامتثال العبادات وفي ! 2 < يشرح > 2 ! ضمير عائد على الهدى قال وعوده على الله عز وجل أبين