@ 330 @ .
قوله تعالى $ سورة الأنعام 103 104 105 $ .
أجمع أهل السنة على أن الله تعالى يرى يوم القيامة يراه المؤمنون وقاله ابن وهب عن مالك بن أنس والوجه أن يبين جواز ذلك عقلا ثم يستند إلى ورود السمع بوقوع ذلك الجائز واختصار تبيين ذلك يعتبر بعلمنا بالله عز وجل فمن حيث جاز أن نعلمه لا في مكان ولا متحيز ولا مقابل ولم يتعلق علمنا بأكثر من الوجود جاز أن نراه غير مقابل ولا محاذي ولا مكيفا ولا محدودا وكان الإمام أبو عبد الله النحوي يقول مسألة العلم حلقت لحي المعتزلة ثم ورد الشرع بذلك وهو قوله عز وجل ! 2 < وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة > 2 ! وتعدية النظر يأتي إنما هو في كلام العرب لمعنى الرؤية لا لمعنى الانتظار على ما ذهبت إليه المعتزلة وذكر هذا المذهب لمالك فقال فأين هم عن قوله تعالى ! 2 < كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون > 2 ! .
قال القاضي أبو محمد فقال بدليل الخطاب ذكره النقاش ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه وتواتر وكثر نقله إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر ونحوه من الأحاديث على اختلاف ترتيب ألفاظها وذهبت المعتزلة إلى المنع من جواز رؤية الله تعالى يوم القيامة واستحال ذلك بآراء مجردة وتمسكوا بقوله تعالى ! 2 < لا تدركه الأبصار > 2 ! وانفصل أهل السنة عن تمسكهم بأن الآية مخصوصة في الدنيا ورؤية الآخرة ثابتة بأخبارها وانفصال آخر وهو أن يفرق بين معنى الإدراك ومعنى الرؤية ونقول إنه عز وجل تراه الأبصار ولا تدركه وذلك الإدراك يتضمن الإحاطة بالشيء والوصول إلى أعماقه وحوزه من جميع جهاته وذلك كله محال في أوصاف الله عز وجل والرؤية لا تفتقر إلى أن يحيط الرائي بالمرئي ويبلغ غايته وعلى هذا التأويل يترتب العكس في قوله ! 2 < وهو يدرك الأبصار > 2 ! ويحسن معناه ونحو هذا روي عن ابن عباس وقتادة وعطية العوفي فرقوا بين الرؤية والإدراك وأما الطبري رحمه الله ففرق بين الرؤية والإدراك واحتج بقول بني إسرائيل إنا لمدركون فقال إنهم رأوهم ولم يدركوهم .
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه وهذا كله خطأ لأن هذا الإدراك ليس بإدراك البصر بل هو مستعار منه أو باشتراك وقال بعضهم إن المؤمنين يرون الله تعالى بحاسة سادسة تخلق يوم القيامة وتبقى هذه الآية في منع الإدراك بالأبصار عامة سليمة قال وقال بعضهم إن هذه الآية مخصوصة في الكافرين أي إنه لا تدركه أبصارهم لأنهم محجوبون عنه .
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه وهذه الأقوال كلها ضعيفة ودعاو لا تستند إلى قرآن ولا حديث و ! 2 < اللطيف > 2 ! المتلطف في خلقه واختراعه وإتقانه وبخلقه وعباده و ! 2 < الخبير > 2 ! المختبر لباطن أمورهم