@ 325 @ ذلك ويكون المقصد لقد تقطعت المسافة بينكم لطولها فعبر عن ذلك بالبين الذي هو الفرقة وأما وجه قراءة النصب فأن يكون ظرفا ويكون الفعل مستندا إلى شيء محذوف وتقديره لقد تقطع الاتصال أو الارتباط بينكم أو نحو هذا .
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه وهذا وجه واضح وعليه فسره الناس مجاهد والسدي وغيرهما وجه آخر يراه أبو الحسن الأخفش وهو أن يكون الفعل مسندا إلى الظرف ويبقى الظرف على حال نصبه وهو في النية مرفوع ومثل هذا عنده قوله ! 2 < وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك > 2 ! وقرأ ابن مسعود ومجاهد والأعمش تقطع ما بينكم بزيادة ما و ! 2 < ضل > 2 ! معناه تلف وذهب و ! 2 < ما كنتم تزعمون > 2 ! يريد دعواهم أنها تشفع وتشارك الله في الألوهية .
قوله عز وجل $ سورة الأنعام 95 96 $ .
هذا ابتداء تنبيه على العبرة والنظر ويتصل المعنى بما قبله لأن القصد أن الله لا هذه الأصنام وقال مجاهد وأبو مالك هذه إشارة إلى الشق الذي في حبة البر ونواة التمر .
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه والعبرة على هذا القول مخصوصة في بعض الحب وبعض النوى وليس لذلك وجه وقال الضحاك وقتادة والسدي وغيرهما هذه إشارة إلى فعل الله في أن يشق جميع الحب عن جميع النبات الذي يكون منه ويشق النوى عن جميع الأشجار الكائنة عنه .
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه وهذا هو الظاهر الذي يعطي العبرة التامة فسبحان الخلاق العليم وقال الضحاك ! 2 < فالق > 2 ! بمعنى خالق وقال السدي وأبو مالك ! 2 < يخرج الحي من الميت > 2 ! إشارة إلى إخراج النبات الأخضر والشجر الأخضر من الحب اليابس والنوى اليابس فكأنه جعل الخضرة والنضارة حياة واليبس موتا و ^ مخرج الميت من الحي ^ إشارة إلى إخراج اليابس من النبات والشجر وقال ابن عباس وغيره بل ذلك كله إشارة إلى إخراج الإنسان الحي من النطفة الميتة وإخراج النطفة الميتة من الإنسان الحي وكذلك سائر الحيوان والطير من البيض والحوت وجميع الحيوان .
قال القاضي أبو محمد وهذا القول أرجح وإنما تعلق قائلو القول الأول بتناسب تأويلهم مع قوله ! 2 < فالق الحب والنوى > 2 ! وهما على هذا التأويل الراجح معنيان متباينان فيهما معتبر وقال الحسن المعنى يخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن وقوله ! 2 < ذلكم الله > 2 ! ابتداء وخبر متضمن التنبيه ! 2 < فأنى تؤفكون > 2 ! أي تصرفون وتصدون و ! 2 < فالق الإصباح > 2 ! أي شاقه ومظهره والفلق الصبح وقرأ الجمهور فالق الإصباح بكسر الهمزة وقرأ الحسن بن أبي الحسن وعيسى بن عمر وأبو رجاء فالق الأصباحبفتح الهمزة جمع صبح وقرأت فرقة فالق الإصباح بحذف التنوين فالق لالتقاء الساكنين ونصب