@ 274 @ الذي أسند إليه الفعل هو الضمير العائد على العذاب فهو مقدر وقرأ حمزة والكسائي وعاصم أيضا من يصرف عنه فيسند الفعل إلى الضمير العائد إلى ! 2 < ربى > 2 ! ويعمل في ضمير العذاب المذكور آنفا لكنه مفعول محذوف وحكي أنه ظهر في قراءة عبد الله وهي من يصرفه عنه يومئذ وفي قراءة أبي بن كعب من يصرفه ا لله عنه وقيل إنها من يصرف الله عنه قال أبو علي وحذف هذا الضمير لا يحسن كما يحسن حذف الضمير من الصلة كقوله عز وجل ! 2 < أهذا الذي بعث الله رسولا > 2 ! وكقوله ! 2 < وسلام على عباده الذين اصطفى > 2 ! معناه بعثه واصطفاهم فحسن هذا للطول كما علله سيبويه ولا يحسن هذا لعدم الصلة قال بعض الناس القراءة بفتح الياء من يصرف أحسن لأنه يناسب ! 2 < فقد رحمه > 2 ! وكان الأولى على القراءة الأخرى فقد رحم ليتناسب الفعلان .
قال القاضي أبو محمد وهذا توجيه لفظي تعلقه خفيف وأما بالمعنى فالقراءتان واحد ورجح قوم قراءة ضم الياء لأنها أقل إضمارا وأشار أبو علي إلى تحسين القراءة بفتح الياء بما ذكرناه وأما مكي بن أبي طالب رحمه الله فتخبط في كتاب الهداية في ترجيح القراءة بفتح الياء ومثل في احتجاجه بأمثلة فاسدة والله ولي التوفيق ورحم عامل في الضمير المتصل وهو ضمير من ومستند إلى الضمير العائد إلى ربي وقوله ! 2 < وذلك > 2 ! إشارة إلى صرف العذاب وإلى الرحمة والفوز والنجاة .
قوله عز وجل $ سورة الأنعام 17 18 $ .
! 2 < يمسك > 2 ! معناه يصبك وينلك وحقيقة المس هي بتلاقي جسمين فكأن الإنسان والضر يتماسان والضر بضم الضاد سوء الحال في الجسم وغيره والضر بفتح الضاد ضد النفع وناب الضر في هذه الآية مناب الشر وإن كان الشر أعم منه فقابل الخير وهذا من الفصاحة عدول عن قانون التكلف والصنعة فإن باب التكلف وترصيع الكلام أن يكون الشيء مقترنا بالذي يختص به بنوع من أنواع الاختصاص موافقة أو مضادة فمن ذلك قوله تعالى ! 2 < إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى > 2 ! فجعل الجوع مع العري وبابه أن يكون مع الظمأ ومنه قول امرىء القيس .
( كأني لم أركب جوادا للذة % ولم أتبطن كاعبا ذات خلخال ) .
( ولم أسبإ الزق الروي ولم أقل % لخيلي كري كرة بعد إجفال ) + الطويل + .
وهذا كثير قال السدي الضر هاهنا المرض والخير العافية .
قال القاضي أبو محمد وهذا مثال ومعنى الآية الإخبار عن أن الأشياء كلها بيد الله إن ضر فلا كاشف لضره غيره وإن أصاب بخير فكذلك أيضا لا راد له ولا مانع منه هذا تقرير الكلام ولكن وضع بدل هذا المقدر لفظا أعم منه يستوعبه وغيره وهو قوله ^ على كل شيء قدير ^ ودل ظاهر الكلام على المقدر فيه