@ 215 @ ( مثل البخيل والمتصدق ) الحديث وذكر الطبري والنقاش أن هذه الآية نزلت في فنحاص اليهودي وأنه قالها وقال الحسن بن أبي الحسن قولهم ! 2 < يد الله مغلولة > 2 ! إنما يريدون عن عذابهم فهي على هذا في معنى قولهم ! 2 < نحن أبناء الله وأحباؤه > 2 ! وقال السدي أرادوا بذلك أن يده مغلولة حتى يرد علينا ملكنا .
قال القاضي أبو محمد فكأنهم عنوا أن قوته تعالى نقصت حتى غلبوا ملكهم وظاهر مذهب اليهود لعنهم الله في هذه المقالة التجسيم وكذلك يعطي كثير من أقوالهم وقوله تعالى ! 2 < غلت أيديهم > 2 ! دعاء عليهم ويحتمل أن يكون خبرا ويصح على كلا الاحتمالين أن يكون ذلك في الدنيا وأن يراد به الآخرة وإذا كان خبرا عن الدنيا فالمعنى غلت أيديهم عن الخير والإنفاق في سبيل الله ونحوه وإذا كان خبرا عن الآخرة فالمعنى غلت في نار جهنم أي حتم هذا عليهم ونفذ به القضاء كما حتمت عليهم اللعنة بقولهم هذا وبما جرى مجراه وقرأ أبو السمال ولعنوا بسكون العين وذلك قصد للتخفيف لا سيما هنا الهبوط من ضمة إلى كسرة وقوله تعالى ! 2 < بل يداه مبسوطتان > 2 ! العقيدة في هذا المعنى نفي التشبيه عن الله تعالى وأنه ليس بجسم ولا له جارحة ولا يشبه ولا يكيف ولا يتحيز في جهة كالجواهر ولا تحله الحوادث تعالى عما يقول المبطلون .
ثم اختلف العلماء فيما ينبغي أن يعتقد في قوله تعالى ! 2 < بل يداه > 2 ! وفي قوله ! 2 < بيدي > 2 ! و ! 2 < عملت أيدينا > 2 ! و ! 2 < يد الله فوق أيديهم > 2 ! و ! 2 < لتصنع على عيني > 2 ! و ! 2 < تجري بأعيننا > 2 ! و ! 2 < اصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا > 2 ! و ^ وقد شيء هالك إلا وجهه ^ ونحو هذا فقال فريق من العلماء منهم الشعبي وابن المسيب وسفيان يؤمن بهذه الأشياء وتقرأ كما نصها الله ولا يعن لتفسيرها ولا يشقق النظر فيها .
قال القاضي أبو محمد وهذا قول يضطرب لأن القائلين به يجمعون على أنها ليست على ظاهرها في كلام العرب فإذا فعلوا هذا فقد نظروا وصار السكوت عن الأمر بعد هذا مما يوهم العوام ويتيه الجهلة .
وقال جمهور الأمة بل تفسر هذه الأمور على قوانين اللغة ومجاز الاستعارة وغير ذلك من أفانين كلام العرب .
فقالوا في العين والأعين إنها عبارة عن العلم والإدراك كما يقال فلان من فلان بمرأى ومسمع إذا كان يعنى بأموره وإن كان غائبا عنه وقالوا في الوجه إنه عبارة عن الذات وصفاتها وقالوا في اليد واليدين والأيدي إنها تأتي مرة بمعنى القدرة كما تقول العرب لا يد لي بكذا ومرة بمعنى النعمة كما يقال لفلان عند فلان يد وتكون بمعنى الملك كما يقال يد فلان على أرضه وهذه المعاني إذا وردت عن الله تبارك وتعالى عبر عنها باليد أو الأيدي أو اليدين استعمالا لفصاحة العرب ولما في ذلك من الإيجاز وهذا مذهب أبي المعالي والحداق وقال قوم من العلماء منهم القاضي ابن الطيب هذه كلها صفات زائدة على الذات ثابتة لله دون أن يكون في ذلك تشبيه ولا تحديد وذكر هذا الطبري وغيره وقال ابن عباس في هذه الآية ! 2 < يداه > 2 ! نعمتاه ثم اختلفت عبارة الناس في تعيين النعمتين فقيل نعمة الدنيا ونعمة الآخرة وقيل النعمة الظاهرة والنعمة الباطنة وقيل نعمة المطر ونعمة النبات .
قال القاضي أبو محمد والظاهر أن قوله تعالى ! 2 < بل يداه مبسوطتان > 2 ! عبارة عن إنعامه على الجملة