@ 201 @ المعتقدات فقط وأما أحكام الشرائع فهذه الآية هي القاضية فيها ! 2 < لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا > 2 ! .
قال القاضي أبو محمد والتأويل الأول عليه الناس .
ويحتمل أن يكون المراد بقوله ! 2 < لكل جعلنا منكم > 2 ! الأمم كما قدمنا .
ويحتمل أن يكون المراد الأنبياء لا سيما وقد تقدم ذكرهم وذكر ما أنزل عليهم وتجيء الآية مع هذا الاحتمال في الأنبياء تنبيها لمحمد صلى الله عليه وسلم أي فاحفظ شرعتك ومنهاجك لئلا يستزلك اليهود وغيرهم في شيء منه والمتأولون على أن الشرعة والمنهاج في هذه الآية لفظان بمعنى واحد وذلك أن الشرعة والشريعة هي الطريق إلى الماء وغيره مما يورد كثيرا فمن ذلك قول الشاعر .
( وفي الشرائع من جلان مقتنص % بالي الثياب خفي الصوت مندوب ) .
أراد في الطرق إلى المياة ومنه الشارع وهي سكك المدن ومنه قول الناس وفيها يشرع الباب والمنهاج أيضا الطريق ومنه قول الشاعر .
( من يك في شك فهذا نهج % ماء رواء وطريق نهج ) .
أراد واضحا والمنهاج بناء مبالغة في ذلك وقال ابن عباس وغيره ! 2 < شرعة ومنهاجا > 2 ! معناه سبيلا وسنة .
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه ويحتمل لفظ الآية أن يريد بالشرعة الأحكام وبالمنهاج المعتقد أي وهو واحد في جميعكم وفي هذا الاحتمال بعد والقراء على شرعة بكسر الشين وقرأ إبراهيم النخعي ويحيى بن وثاب شرعة بفتح الشين ثم أخبر تعالى بأنه لو شاء لجعل العالم أمة واحدة ولكنه لم يشأ لأنه أراد اختبارهم وابتلاءهم فيما آتاهم من الكتب والشرائع كذا قال ابن جريج وغيره فليس لهم إلا أن يجدوا في امتثال الأوامر وهو استباق الخيرات فلذلك أمرهم بأحسن الأشياء عاقبة لهم ثم حثهم تعالى بالموعظة والتذكير بالمعاد في قوله ! 2 < إلى الله مرجعكم جميعا > 2 ! والمعنى فالبدار البدار وقوله تعالى ! 2 < فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون > 2 ! معناه يظهر الثواب والعقاب فتخبرون به إخبار إيقاع وإلا فقد نبأ الله في الدنيا بالحق فيما اختلفت الأمم فيه .
قال القاضي أبو محمد وهذه الآية بارعة الفصاحة جمعت المعاني الكثيرة في الألفاظ اليسيرة وكل كتاب الله كذلك إلا أنا بقصور أفهامنا يبين في بعض لنا أكثر مما يبين في بعض .
قوله عز وجل $ سورة المائدة 49 50 $ .
! 2 < وأن احكم > 2 ! معطوف على ! 2 < الكتاب > 2 ! في قوله ! 2 < وأنزلنا إليك الكتاب > 2 ! وقال مكي هو معطوف على الحق في قوله ! 2 < وأنزلنا إليك الكتاب بالحق > 2 ! والوجهان حسنان ويقرأ