@ 198 @ .
قال القاضي أبو محمد وكذلك قوله تعالى ! 2 < والجروح قصاص > 2 ! هو عموم يراد به الخصوص في جراح القود وهي التي لا يخاف منها على النفس فأما ما خيف منه كالمأمومة وكسر الفخذ ونحو ذلك فلا قصاص فيها .
والقصاص مأخوذ من قص الأثر وهو اتباعه .
فكأن الجاني يقتص أثره ويتبع فيما سنه فيقتل كما قتل وقوله تعالى ! 2 < فمن تصدق به فهو كفارة له > 2 ! يحتمل ثلاثة معان أحدها أن تكون من للجروح أو ولي القتيل .
ويعود الضمير في قوله ! 2 < له > 2 ! عليه أيضا ويكون المعنى أن من تصدق بجرحه أو دم وليه فعفا عن حقه في ذلك فإن ذلك العفو كفارة له عن ذنوبه ويعظم الله أجره بذلك ويكفر عنه وقال بهذا التأويل عبد الله بن عمر وجابر بن زيد وأبو الدرداء وذكر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( ما من مسلم يصاب بشيء من جسده فيهبه إلا رفعه الله بذلك درجة وحط عنه خطيئة وذكر مكي حديثا من طريق الشعبي أنه يحط من ذنوبه بقدر ما عفا من الدية والله أعلم .
وقال به أيضا قتادة والحسن والمعنى الثاني أن تكون من للجروح أو ولي القتيل والضمير في ! 2 < له > 2 ! يعود على الجارح أو القاتل إذا تصدق المجروح أو على الجارح بجرحه وصح عنه فذلك العفو كفارة للجارح عن ذلك الذنب فكما أن القصاص كفارة فكذلك العفو كفارة وأما أجر العافي فعلى الله تعالى وعاد الضمير على من لم يتقدم له ذكر لأن المعنى يقتضيه قال بهذا التأويل ابن عباس وأبو إسحاق السبيعي ومجاهد وإبراهيم وعامر الشعبي وزيد بن أسلم والمعنى الثالث أن تكون للجارح أو القاتل والضمير في ! 2 < له > 2 ! يعود عليه أيضا والمعنى إذا جنى جان فجهل وخفي أمره فتصدق هو بأن عرف بذلك ومكن الحق من نفسه فذلك الفعل كفارة لذنبه وذهب القائلون بهذا التأويل إلى الاحتجاج بأن مجاهدا قال إذا أصاب رجل رجلا ولم يعلم المصاب من أصابه فاعترف له المصيب فهو كفارة للمصيب وروي أن عروة بن الزبير أصاب عين إنسان عند الركن وهم يستلمون فلم يدر المصاب من أصابه فقال له عروة أنا أصبتك وأنا عروة بن الزبير .
فإن كان بعينك بأس فإنها بها .
قال القاضي أبو محمد وانظر أن ! 2 < تصدق > 2 ! على هذا التأويل يحتمل أن يكون من الصدقة ومن الصدق وذكر مكي بن أبي طالب وغيره أن قوما تأولوا الآية أن المعنى ! 2 < والجروح قصاص > 2 ! فمن أعطى دية الجرح وتصدق بذلك فهو كفارة له إذا رضيت منه وقبلت .
قال القاضي أبو محمد وهذا تأويل قلق .
وقد تقدم القول على قوله تعالى ! 2 < ومن لم يحكم بما أنزل الله > 2 ! الآية .
وفي مصحف أبي بن كعب ومن يتصدق به فإنه كفارة له .
قوله عز وجل $ سورة المائدة 46 47 $ .
! 2 < قفينا > 2 ! تشبيه كأن مجيء عيسى كان في قفاء مجيء النبيين وذهابهم والضمير في ! 2 < آثارهم > 2 !