@ 130 @ فذلك مباح والآية في الإكراه واختلف المتأولون على القراءة بفتح الضاد واللام فقال ابن زيد المعنى إلا من ظلم في قول أو في فعل فاجهروا له بالسوء من القول في معنى النهي عن فعله والتوبيخ والرد عليه قال وذلك أنه لما أخبر الله تعالى عن المنافقين أنهم في الدرك الأسفل من النار كان ذلك جهرا بالسوء من القول .
ثم قال لهم بعد ذلك ! 2 < ما يفعل الله بعذابكم > 2 ! الآية على معنى التأنيس والاستدعاء إلى الشكر والإيمان ثم قال للمؤمنين ولا يحب الله أن يجهر بالسوء من القول إلا لمن ظلم في إقامته على النفاق فإنه يقال له ألست المنافق الكافر الذي لك في الآخرة الدرك الأسفل ونحو هذا من الأقوال وقال قوم معنى الكلام ولا يحب الله أن يجهر أحد بالسوء من القول ثم استثنى استثناء منقطعا تقديره لكن من ظلم فهو يجهر بالسوء وهو ظالم في ذلك وإعراب ^ من ^ يحتمل في بعض هذه التأويلات النصب ويحتمل الرفع على البدل من أحد المقدر وسميع عليم صفتان لائقتان بالجهر بالسوء وبالظلم أيضا فإنه يعلمه ويجازي عليه ولما ذكر تعالى عذر المظلوم في أن يجهر بالسوء لظالمه أتبع ذلك عرض إبداء الخير وإخفائه والعفو عن السوء ثم وعد عليه بقوله ! 2 < فإن الله كان عفوا قديرا > 2 ! وعدا خفيا تقتضيه البلاغة ورغب في العفو إذ ذكر أنها صفته مع القدرة على الانتقام ففي هذه الألفاظ اليسيرة معان كثيرة لمن تأملها وقوله تعالى ! 2 < إن الذين يكفرون بالله ورسله > 2 ! إلى آخر الآية .
نزل في اليهود والنصارى لأنهم في كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم كأنهم قد كفروا بجميع الرسل .
وكفرهم بالرسل كفر بالله وفرقوا بين الله ورسله في أنهم قالوا نحن نؤمن بالله ولا نؤمن بفلان وفلان من الأنبياء وقولهم ! 2 < نؤمن ببعض ونكفر ببعض > 2 ! قيل معناه من الأنبياء وقيل هو تصديق بعضهم لمحمد في أنه نبي لكن ليس إلى بني إسرائيل ونحو هذا من تفريقاتهم التي كانت تعنتا وروغانا .
وقوله ! 2 < بين ذلك > 2 ! أي بين الإيمان والإسلام والكفر الصريح المجلح ثم أخبر تعالى عنهم أنهم الكافرون حقا لئلا يظن أحد أن ذلك القدر الذي عندهم من الإيمان ينفعهم وباقي الآية وعيد $ سورة النساء 152 153 $ .
لما ذكر الله تعالى أن المفرقين بين الرسل هم الكافرون حقا عقب ذلك بذكر المؤمنين بالله ورسله جميعا .
وهم المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم ليصرح بوعد هؤلاء كما صرح بوعيد أولئك فبين الفرق بين المنزلتين وقرأ بعض السبعة سوف يؤتيهم بالياءأي يؤتيهم الله وقرأ الأكثر سوف نؤتيهم بالنون منهم ابن كثير ونافع وابو عمرو واختلف المتأولون في كيفية سؤال أهل الكتاب لمحمد صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليهم كتابا من السماء فقال السدي قالت اليهود يا محمد إن كنت صادقا فجيء بكتاب من