@ 120 @ يصالحا من تفاعل وعرف تفاعل أنه لا يتعدى فوجهه أن تفاعل قد جاء متعديا في نحو قول ذي الرمة .
( ومن جردة غفل بساط تحاسنت % بها الوشي قرات الرياح وخورها ) ويجوز أن يكون الصلح مصدرا حذفت زوائده كما قال وإن تهلك فذلك كان قدري أي تقديري .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله هذا كلام أبي علي على أن القدر مصدر جار على أن قدرت الأمر بالتخفيف بمعنى قدرت بالتشديد وقوله تعالى ! 2 < والصلح خير > 2 ! لفظ عام مطلق بمقتضى أن الصلح الحقيقي الذي تسكن إليه النفوس ويزول به الخلاف خير على الإطلاق ويندرج تحت هذا العموم أن صلح الزوجين على ما ذكرنا خير من الفرقة .
وقوله تعالى ! 2 < وأحضرت الأنفس الشح > 2 ! معذرة عن عبيده تعالى أي لا بد للإنسان بحكم خلقته وجبلته من أن يشح على إرادته حتى يحمل صاحبه على بعض ما يكره .
وخصص المفسرون هذه اللفظة هنا فقال ابن جبير هو شح المرأة بالنفقة من زوجها وبقسمه لها أيامها وقال ابن زيد الشح هنا منه ومنها .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله وهذا حسن و ! 2 < الشح > 2 ! الضبط على المعتقدات والإرادات والهمم والأموال ونحو ذلك فما أفرط منها ففيه بعض المذمة وهو الذي قال تعالى فيه ! 2 < ومن يوق شح نفسه > 2 ! وما صار إلى حيز منع الحقوق الشرعية أو التي تقتضيها المروءة فهو البخل وهي رذيلة لكنها قد تكون في المؤمن ومنه الحديث ( قيل يا رسول الله أيكون المؤمن بخيلا قال نعم ) .
وأما ! 2 < الشح > 2 ! ففي كل أحد وينبغي أن يكون لكن لا يفرط إلا على الدين ويدلك على أن الشح في كل أحد قوله تعالى ! 2 < وأحضرت الأنفس الشح > 2 ! وقوله ! 2 < شح نفسه > 2 ! فقد أثبت أن لكل نفس شحا وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أن تصدق وأنت صحيح شحيح ) وهذا لم يرد به واحد بعينه وليس يجمل أن يقال هنا أن تصدق وأنت صحيح بخيل وقوله تعالى ! 2 < وإن تحسنوا > 2 ! ندب إلى الإحسان في تحسين العشرة وحمل خلق الزوجة والصبر على ما يكره من حالها .
وتمكن الندب إلى الإحسان من حيث للزوج أن يشح فلا يحسن ! 2 < وتتقوا > 2 ! معناه تتقوا الله في وصيته بالنساء إذ هن عوان عند الأزواج حسبما فسره النبي صلى الله عليه وسلم ( استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم ) .
وقوله تعالى ! 2 < ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء > 2 ! الآية .
معناة العدل التام على الإطلاق المستوي في الأفعال والأقوال والمحبة والجماع وغير لك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه ثم يقول ( اللهم هذا فعلي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك ) يعني ميله بقلبه وكان عمر بن الخطاب يقول اللهم قلبي فلا أملكه وأما ما سوى ذلك فأرجو أن أعدل .
وروي أن هذه الآية نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وميله بقلبه إلى عائشة فوصف الله تعالى حالة البشر وأنهم بحكم الخلقة لا يملكون ميل قلوبهم إلى بعض الأزواج دون بعض ونشاطهم إليهن وبشرهم معهن ثم نهى عن الميل كل الميل وهو أن يفعل فعلا يقصده من التفصيل وهو يقدر أن لا يفعله فهذا هو ! 2 < كل الميل > 2 ! وإن كان في أمر حقير فكأن الكلام ! 2 < فلا تميلوا > 2 ! النوع الذي هو كل الميل وهو المقصود من قول أو فعل