@ 116 @ غير ذلك .
واختلف الناس فيمن المخاطب بهذه الآية فقال ابن عباس والضحاك وأبو صالح ومسروق وقتادة والسدي وغيرهم الخطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم وسبب الآية أن المؤمنين اختلفوا مع قوم من أهل الكتاب فقال أهل الكتاب ديننا أقدم من دينكم وأفضل ونبينا قبل نبيكم فنحن أفضل منكم وقال المؤمنون كتابنا يقضي على الكتب ونبينا خاتم النبيين أو نحو هذا من المحاورة فنزلت الآية وقال مجاهد وابن زيد بل الخطاب لكفار قريش وذلك أنهم قالوا لن نبعث ولا نعذب وإنما هي حياتنا الدنيا لنا فيها النعيم ثم لا عذاب وقالت اليهود ! 2 < نحن أبناء الله وأحباؤه > 2 ! إلى نحو هذا من الأقوال كقولهم ! 2 < لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى > 2 ! وغيره فرد الله تعالى على الفريقين بقوله ! 2 < ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب > 2 ! ثم ابتدأ الخبر الصادق من قبله بقوله ! 2 < من يعمل سوءا يجز به > 2 ! وجاء هذا اللفظ عاما في كل سوء فاندرج تحت عمومه الفريقان المذكوران واختلف المتأولون في تعميم لفظ هذا الخبر فقال الحسن بن أبي الحسن هذه الآية في الكافر وقرأ ^ وهل يجازي إلا الكفور ^ قال والآية يعني بها الكفار ولا يعني بها أهل الصلاة وقال والله ما جازى الله أحدا بالخير والشر إلا عذبه ولكنه يغفر ذنوب المؤمنين وقال ابن زيد في قوله تعالى ! 2 < من يعمل سوءا يجز به > 2 ! وعد الله المؤمنين أن يكفر عنهم سيئاتهم ولم يعد أولئك يعني المشركين وقال الضحاك ! 2 < من يعمل سوءا يجز به > 2 ! يعني بذلك اليهود والنصارى والمجوس وكفار العرب .
قال القاضي أبو محمد عبد الحق فهذا تخصيص للفظ الآية ورأى هؤلاء أن الكافر يجزي على كل سوء يعمله وأن المؤمن قد وعده الله تكفير سيئاته وقال ابن عباس وسعيد بن جبير قوله تعالى ! 2 < من يعمل سوءا > 2 ! معناه من يك مشركا والسوء هنا الشرك فهو تخصيص لعموم اللفظ من جهة أخرى لأن أولئك خصصوا لفظ ^ من ^ وهذان خصصا لفظ السوء وقال جمهور الناس لفظ الآية عام والكافر والمؤمن مجازى بالسوء يعمله فأما مجازاة الكافر فالنار لأن كفره أوبقه وأما المؤمن فبنكبات الدنيا قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لما نزلت ! 2 < من يعمل سوءا يجز به > 2 ! قلت يا رسول الله ما أشد هذه الآية فقال يا أبا بكر أما تحزن أما تمرض أما تصيبك اللأواء .
فهذا بذلك وقال عطاء بن أبي رباح لما نزلت هذه الآية قال أبو بكر جاءت قاصمة الظهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما هي المصيبات في الدنيا وقالت بمثل هذا التأويل عائشة رضي الله عنها وقال أبي بن كعب وسأله الربيع بن زياد عن معنى الآية وكأنه خافها فقال له أبي ما كنت أظنك إلا أفقه مما أرى ما يصيب الرجل خدش ولا غيره إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله فالعقيدة في هذا أن الكافر مجازى والمؤمن يجازى في الدنيا غالبا فمن بقي له سوء إلى الآخرة فهو في المشيئة يغفر الله لمن يشاء ويجازي من يشاء وقرأ الجمهور ولا يجد بالجزم عطفا على ! 2 < يجز > 2 ! وروى ابن بكار عن ابن عامر ولا يجد بالرفع على القطع وقوله ! 2 < من دون > 2 ! لفظة تقتضي عدم المذكور بعدها من النازلة ويفسرها بعض المفسرين بغير وهو تفسير لا يطرد .
وقوله تعالى ! 2 < ومن يعمل من الصالحات > 2 ! دخلت ^ من ^ للتبعيض إذ ! 2 < الصالحات > 2 ! على