@ 97 @ .
واختلف المتأولون في قوله تعالى ^ وكذلك كنتم من قبل ^ فقال سعيد بن جبير معناه كنتم مستخفين من قومكم بإسلامكم خائفين منهم على أنفسكم فمن الله عليكم بإعزاز دينكم وإظهار شريعتكم فهم الآن كذلك كل واحد منهم خائف من قومه متربص أن يصل إليكم فلم يصلح إذا وصل أن تقتلوه حتى تتبينوا أمره وقال ابن زيد كذلك كنتم كفرة فمن الله عليكم بأن أسلمتم فلا تنكروا أن يكون هو كافرا ثم يسلم لحينه حين لقيكم فيجب أن يتثبت في أمره ويحتمل أن يكون المعنى إشارة بذلك إلى القتل قبل التثبت أي على هذه الحال كنتم في جاهليتكم لا تتثبتون حتى جاء الله بالإسلام ومن عليكم ثم أكد تبارك وتعالى الوصية بالتبين وأعلم أنه خبير بما يعمله العباد وذلك منه خبر يتضمن تحذيرا منه تعالى لأن المعنى ! 2 < ان الله بما تعملون خبيرا > 2 ! فاحفظوا نفوسكم وجنبوا الزلل الموبق بكم .
قوله تعالى $ سورة النساء 95 96 $ .
في قوله ! 2 < لا يستوي > 2 ! إبهام على السامع هو أبلغ من تحديد المنزلة التي بين المجاهد والقاعد فالمتأمل يمشي مع فكرته ولا يزال يتخيل الدرجات بينهما و ! 2 < القاعدون > 2 ! عبارة عن المتخلفين إذ القعود هيئة من لا يتحرك إلى الأمر المقعود عنه في الأغلب وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة غير أولي الضرر برفع الراء من غير وقرأ نافع وابن عامر والكسائي غير بالنصب واختلف عن عاصم فروي عنه الرفع والنصب وقرأ الأعمش وأبو حيوة غير بكسر الراء فمن رفع جعل غير صفة للقاعدين عند سيبويه كما هي عنده صفة في قوله تعالى ! 2 < غير المغضوب > 2 ! بجر غير صفة ومثله قول لبيد .
( وإذا جوزيت قرضا فاجزه % إنما يجزى الفتى غير الجمل ) + الرمل + .
قال المؤلف كذا ذكره أبو علي ويروى ليس الجمل ومن قرأ بنصب الراء جعله استثناء من القاعدين قال أبو الحسن ويقوي ذلك أنها نزلت بعدها على طريق الاستثناء والاستدراك .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله وقد يتحصل الاستدراك بتخصيص القاعدين بالصفة قال الزجاج يجوز أيضا في قراءة الرفع أن يكون على جهة الاستثناء كأنه قال لا يستوي القاعدون والمجاهدون إلا أولو الضرر فإنهم يساوون المجاهدين .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله وهذا مردود لأن ! 2 < أولي الضرر > 2 ! لا يساوون المجاهدين وغايتهم أن خرجوا من التوبيخ والمذمة التي لزمت القاعدين من غير عذر قال ويجوز في قراءة نصب