@ 415 @ .
قوله عز وجل $ سورة الإنسان 27 - 31 $ .
الإشارة ب ! 2 < هؤلاء > 2 ! الى كفار قريش و ! 2 < العاجلة > 2 ! الدنيا وحبهم لها لأنهم لا يعتقدون غيرها ! 2 < ويذرون وراءهم > 2 ! معناه فيما يأتي من الزمن بعد موتهم وقال لبيد .
( أليس ورائي إن تراخت منيتي % أدب مع الولدان إن خف كالنسر ) + الطويل + .
ووصف اليوم بالثقل على جهة النسب أي ذا ثقل من حيث الثقل فيه على الكفار فهو كليل نائم ثم عدد النعمة على عباده في خلقهم وإيجادهم وإتقان بنيتهم وشد خلقتهم والأسر الخلقة واتساع الأعضاء والمفاصل وقد قال أبو هريرة والحسن والربيع الأسر المفاصل والأوصال وقال بعضهم الأسر القوة ومنه قول الشاعر .
( فأنجاه غداة الموت مني % شديد الأسر عض على اللجام ) + الوافر + .
وقول آخر الأخطل .
( من كل محتدب شديد أسره % سلس القياد تخاله مختالا ) + الكامل + .
قال الطبري ومنه قول العامة خذه بأسره يريدون خذه كله .
قال القاضي أبو محمد وأصل هذا في ماله شد ورباط كالعظم ونحوه وليس هذا مما يختص بالعامة بل هو من فصيح كلام العرب .
اللهم الا ان يريد بالعامة جمهور العرب ومن اللفظة الإسار وهو القيد الذي يشد به الأسير ثم توعد تعالى بالتبديل واجتمع من القولين تعديد النعمة والوعيد بالتبدل احتجاجا على منكري البعث اي من هذا الإيجاد والتبديل إذا شاء في قدرته فكيف تتعذر عليه الاعادة وقوله تعالى ! 2 < إن هذه تذكرة > 2 ! يحتمل ان يشير الى هذه الآية او الى السورة بأسرها او الى الشريعة بجملتها .
وقوله تعالى ! 2 < فمن شاء اتخذ > 2 ! ليس على جهة التخيير بل فيه قرينة التحذير والحض على اتخاذ السبيل و ( السبيل ) هنا ليس النجاة وقوله تعالى ! 2 < وما تشاؤون إلا أن يشاء الله > 2 ! نفي لقدرتهم على الاختراع وإيجاد المعاني في نفوسهم ولا يرد هذا وجود ما لهم من الاكتساب والميل الى الكفر .
وقرا عبد الله ( وما تشاؤون الا ما شاء الله ) .
وقرا يحيى بن وثاب ( تشاؤون ) بكسر التاء .
وقوله تعالى ! 2 < عليما حكيما > 2 ! معناه يعلم ما ينبغي ان ييسر عبده اليه وفي ذلك حكمة لا يعلمها الا هو .
! 2 < والظالمين > 2 ! نصب بإضمار فعل تقديره ويعذب الظالمين اعد لهم وفي قراءة ابن مسعود ( وللظالمين أعد لهم ) بتكرير اللام وقرا جمهور السبعة ( وما تشاؤون ) بالتاء على المخاطبة .
وقرا ابن كثير وأبو عمرو ( يشاؤون ) بالياء وقرا ابن الزبير وأبان بن عثمان وابن ابي عبلة ( والظالمون ) بالرفع قال أبو الفتح وذلك على ارتجال جملة مستانفة ( انتهى ) .
نجز تفسير سورة ! 2 < الإنسان > 2 ! بحمد الله وعونه