@ 376 @ .
( والمرء يلحقه بفتيان الندى % خلق الكريم وليس بالوضاء ) + الكامل + .
بضم الواو وقرأ ابن محيصن وعيسى ابن عمر ( كبار ) بتخفيف الباء وهو بناء مبالغة الا انه دون الأول وقرا ابن محيصن فيما روى عنه أبو الأخريط وهب بن واضح بكسر الكاف وقال ابن الأنباري جمع كبير فكأنه جعل المكر مكان ذنوب أفاعل ونحوه .
وقوله تعالى ! 2 < وقالوا لا تذرن آلهتكم > 2 ! إخبار عن توصيهم بأصنامهم على العموم وما كان منها مشهور المكانة وما كان منها يختص بواحد واحد من الناس ثم أخذوا ينصون على المشهور من الأصنام وهذه الأصنام روي انها أسماء رجال صالحين كانوا في صدر الدنيا فلما ماتوا صورهم أهل ذلك العصر من الحجر وقالوا ننظر اليها فنذكر أفعالهم فهلك ذلك الجيل وكثر تعظيم الآخر لتلك الحجارة ثم كذلك حتى عبدت ثم انتقلت تلك الأصنام بأعيانها وقيل بل الأسماء فقط الى قبائل من العرب فكانت ( ود ) في كلب بدومة الجندل وكانت ( سواع ) في هذيل وكانت ! 2 < يغوث > 2 ! في مراد وكانت ! 2 < يعوق > 2 ! في همذان وكانت ( نسر ) في ذي الكلاع من حمير .
وقرا نافع وحده ورويت عن عاصم بضم الواو .
وقرأ الباقون والأعمش والحسن وطلحة وشيبة وأبو جعفر بخلاف عن الثلاثة ( ودا ) بفتح الواو وقال الشاعر .
( حياك ود فإنا لا يحل لنا % لهو النساء وإن الدين قد عزما ) + البسيط + .
فيقال إنه أراد بذلك الصنم وقال آخر الحطيئة .
( فحياك ود وما هداك لفتية % وخوص بأعلى ذي فضالة هجد ) + الطويل + .
يروى البيتان بضم الواو وقرا الأعمش ( ولا يغوثا ويعوقا ) بالصرف وذلك وهم لأن التعريف لازم ووزن الفعل .
وقوله ! 2 < وقد أضلوا كثيرا > 2 ! هو إخبار نوح عنهم وهو منقطع مما حكاه عنهم .
والمعنى وقد أضل هؤلاء القائلون كثيرا من الناس الأتباع والعوام ثم دعا عليهم الى الله تعالى بأن لا يزيدهم الا ضلالا وذكر ! 2 < الظالمين > 2 ! لتعم الدعوة كل من جرى مجراهم .
وقال الحسن في كتاب النقاش أراد بقوله ! 2 < وقد أضلوا > 2 ! الأصنام المذكورة وعبر عنها بضمير من يعقل من حيث يعاملها جمهور اهلها معاملة من يعقل ويسند إليها أفعال العقل .
وقوله تعالى ! 2 < مما خطيئاتهم > 2 ! ابتداء إخبار من الله تعالى لمحمد عليه السلام أي ان دعوة نوح أجيبت فآل أمرهم الى هذا و ( ما ) الظاهرة في قوله ! 2 < مما > 2 ! زائدة فكأنه قال من خطيئاتهم أغرقوا وهي لابتداء الغاية وقرا ( مما خطيئتهم ) على الافراد الجحدري والحسن وقرا أبو عمرو وحده الحسن وعيسى والأعرج وقتادة بخلاف عنهم ( مما خطاياهم ) على تكسير الجمع .
وقال ! 2 < فأدخلوا نارا > 2 ! يعنى جهنم وعبر عن ذلك بفعل الماضي من حيث الأمر متحقق .
وقيل أراد عرضهم على النار غدوا وعشيا عبر عنهم بالإدخال .
وقوله ! 2 < فلم يجدوا > 2 ! أي لم يجد المغرقون أحدا سوى الله ينصرهم ويصرف عنهم بأس الله تعالى