@ 339 @ السماء الدنيا فهذا اللفظ عام للكواكب وإن كان في سائر السماوات كواكب فإما ان يريد كواكب سماء الدنيا فقط وإما ان يريد الجميع على ان ما في غيرها لما كانت في تشق عنه ويظهر منها فقد زينت به بوجه ما ومن تكلف القول بمواضع الكواكب وفي أي سماء هي فقوله ليس من الشريعة .
وقوله تعالى ! 2 < وجعلناها رجوما للشياطين > 2 ! معناه وجعلنا منها وهذا كما تقول اكرمت بني فلان وصنعت بهم وانت إنما فعلت ذلك ببعضهم دون بعض ويوجب هذا التأويل في الآية ان الكواكب الثابتة والبروج وكل ما يهتدى به في البر والبحر فليست براجم وهذا نص في حديث السير وقال قتادة رحمه الله خلق الله تعالى النجوم زينة للسماء ورجوما للشياطين وليهتدى بها في البر والبحر فمن قال غير هذه الخصال الثلاث فقد تكلف وأذهب حظه من الاخرة .
! 2 < وأعتدنا > 2 ! معنا أعددنا والضمير في ! 2 < لهم > 2 ! عائد على الشياطين وقرا جمهور الناس ( وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم ) بالرفع على الابتداء والخبر في المجرور المتقدم وقرا الحسن في رواية هارون عنه ( عذاب ) بالنصب على معنى ( واعتدنا للذين كفروا عذاب جهنم ) قالوا وعاطفة فعل على فعل وتضمنت هذه الآية ان عذاب جهنم للكافرين المخلدين وقد جاء في الأثر انه يمر على جهنم زمن تخفق أبوابها قد أخلتها الشفاعة فالذي قال في هذا إن ! 2 < جهنم > 2 ! اسم تختص به الطبقة العليا من النار ثم قد تسمى الطبقات كلها جهنم باسم بعضها وهكذا كما يقال النجم للثريا ثم يقال ذلك للكواكب اسم جنس فالذي في هذه الآية هي جهنم بأسرها أي جميع الطبقات والتي في الأثر هي الطبقة العليا لأنها مقر العصاة والشهيق أقبح ما يكون من صوت الحمار فاحتدام النار وغليانها بصوت مثل ذلك قوله تعالى ! 2 < تكاد تميز من الغيظ > 2 ! أي يزايل بعضها بعضا لشدة الاضطراب كما قال الشاعر في صفة الكلب المحتدم في جربه .
( يكاد ان يخرج عن إهابه % ) + الرجز + .
وقرا الضحاك ( تمايز ) بألف وقرا طلحة ( تتميز ) بتاءين وقرا الجمهور ( تكاد تميز ) بضم الدال وفتح التاء مخففة وقرا البزي ( تكاد ) بضم الدال وشد التاء انها ( تتميز ) وأدغم احدى التاءين في الأخرى .
وقرا أبو عمرو بن العلاء ! 2 < تكاد تميز > 2 ! بإدغام الدال في التاء وهذا فيه إدغام الأقوى في الأضعف وقوله تعالى ! 2 < من الغيظ > 2 ! معناه على الكفرة بالله وقوله تعالى ! 2 < كلما ألقي فيها فوج > 2 ! الفوج الفريق من الناس ومنه قوله تعالى ! 2 < في دين الله أفواجا > 2 ! النصر 2 الآية تقتضي انه لا يلقى فيها أحد الا سئل على جهة التوبيخ عن النذر فأقر بأنهم جاؤوا وكذبوهم وقوله ! 2 < كلما > 2 ! حصر .
فإذا الآية تقتضي في الاطفال من اولاد المشركين وغيرهم وفيمن نقدره صاحب فترة انهم لا يدخلون النار لأنهم لم ياتهم نذير واختلف الناس في امر الأطفال فأجمعت الأمة على ان اولاد الأنبياء في الجنة واختلفوا في اولاد المؤمنين فقال الجمهور هم في الجنة وقال قوم هم في المشيئة واختلفوا في اولاد المشركين فقالت فرقة هم في النار واحتجوا بحديث روي من آبائهم وتاول مخالف هذا الحديث انهم في احكام الدنيا وقال هم في المشيئة وقال فريق هم في الجنة واحتج هذا الفريق بهذه الآية في مساءلة