@ 333 @ .
قوله عز وجل $ سورة التحريم 6 - 8 $ .
قوله تعالى ! 2 < قوا أنفسكم وأهليكم > 2 ! معناه اجعلوا وقاية بينكم وبين النار وقد تقدم غير مرة تعليل اللفظة وقوله تعالى ! 2 < وأهليكم > 2 ! معناه بالوصية لهم والتقويم والحمد على طاعة الله تعالى وفي حديث ( لا تزن فيزني أهلك ) وفي حديث آخر ( رحم الله رجلا قال يا أهلاه صلاتكم صيامكم مسكينكم يتيمكم ) وقرا الجمهور ( وقودها ) بفتح الواو وقرا مجاهد والحسن وطلحة وعيسى والفياض بن غزوان وأبو حيوة بضمها وقيل هما بمعنى وقيل الضم مصدر والفتح اسم ويروى ان ! 2 < الحجارة > 2 ! هي حجارة الكبريت وقد تقدم القول في ذلك في سورة البقرة .
ويروى انها جميع انواع الحجارة وفي بعض الحديث ان عيسى ابن مريم سمع أنينا في فلاة من الأرض فتبعه حتى بلغ الى حجر يئن ويحزن فقال له ما بالك أيها الحجر فقال يا روح الله إني سمعت الله يقول ! 2 < وقودها الناس والحجارة > 2 ! فخفت ان أكون من تلك الحجارة فعجب منه عيسى وانصرف ويشبه ان يكون هذا المعنى في التوراة او في الانجيل فذلك الذي سمع الحجر إذا عبر عنه بالعربية كان هذا اللفظ ووصف الملائكة بالغلظة معناه في القلوب والبطش الشديد والفظاظة كما قال تعالى لنبيه ! 2 < ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك > 2 ! آل عمران 159 والشدة القوة وقيل المراد شدتهم على الكفار فهي بمعنى الغلظ ووصفهم تعالى بالطواعية لربهم وكرر المعنى تأكيدا بقوله تعالى ! 2 < ويفعلون ما يؤمرون > 2 ! وفي قوله تعالى ! 2 < ويفعلون ما يؤمرون > 2 ! ما يقتضي انهم يدخلون الكفار النار بجد واختيار ويغلظون عليهم فكانه قال بعد تقرير هذا المعنى فيقال للكفار ! 2 < لا تعتذروا اليوم > 2 ! أي إن المعذرة لا تنفعكم وإنما تجزون بأعمالكم فلا تلوموا الا انفسكم ثم امر عباده بالتوبة والتوبة فرض على كل مسلم وتاب معناه رجع فتوبة العبد رجوعه من المعصية الى الطاعة وتوبة الله تعالى على العبد إظهار صلاحه ونعمته عليه في الهداية الى الطاعة وقبول توبة الكفار يقطع بها على الله إجماعا من الأمة واختلف الناس في توبة العاصي فجمهور اهل السنة على انه لا يقطع بقبولها ولا ذلك على الله بواجب والدليل على ذلك دعاء كل واحد من المذنبين في قبول التوبة ولو كانت مقطوعا بها لما كان معنى للدعاء في قبولها وظواهر القرآن في ذلك هي كلها بمعنى المشيئة وروي عن أبي الحسن الأشعري انه قال التوبة إذا توفرت شروطها قطع على الله بقبولها لأنه تعالى اخبر بذلك