@ 308 @ كنتم من الله تعالى بهذه المنزلة فقربه وفراق هذه الحياة الحسية احب اليكم ! 2 < فتمنوا الموت > 2 ! إن كنتم تعتقدون في انفسكم هذه المنزلة أخبر تعالى عنهم بأنهم لا يتمنونه ولا يلقونه الا كرها لعلمهم بسوء حالهم عند الله وبعدهم منه .
هذا هو المعنى اللازم من ألفاظ الآية وروى كثير من المفسرين ان الله تعالى جعل هذه الآية معجزة لمحمد صلى الله عليه وسلم فيهم وآية باهرة وأعلمه انه إن تمنى احد منهم الموت في أيام معدودة مات وفارق الدنيا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تمنوا الموت ) على جهة التعجيز وإظهار الآية فما تمناه احد خوفا من الموت وثقة بصدق محمد صلى الله عليه وسلم ثم توعدهم تعالى بالموت الذي لا محيد لهم عنه ثم بما بعده من الرد الى الله تعالى وقرا ابن مسعود ( منه ملاقيكم ) بإسقاط ! 2 < فإنه > 2 ! وقوله تعالى ! 2 < فينبئكم > 2 ! أي انباء معاقب مجاز عليه بالتعذيب وقرأ ابن أبي اسحاق ( فتمنوا الموت ) بكسر الواو وكذلك يحيى بن يعمر .
قوله عز وجل $ سورة الجمعة 9 - 11 $ .
( النداء بالجمعة ) هو في ناحية من المسجد وكان على الجدار في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال السائب بن يزيد كان للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذن واحد على باب المسجد وفي مصنف أبي داود كان بين يديه وهو على منبر أذان وهو الذي استعمل بنو امية وبقي بقرطبة الى الان ثم زاد عثمان النداءعلى الزوراء ليسمع الناس فقوم عبروا عن زيادة عثمان بالثاني كانهم لم يعتدوا الذي كان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وقوم عبروا عنه بالثالث وقرا الأعمش وابن الزبير ( الجمعة ) بإسكان الميم وهي لغة والمأمور بالسعي هو المؤمن الصحيح البالغ الحر الذكر ولا جمعة على مسافر في طاعة فإن حضرها احسن وأجزاته .
واختلف الناس في الحد الذي يلزم منه السعي فقال مالك ثلاثة أميال .
قال القاضي أبو محمد من منزل الساعي الى المنادي وقال فريق من منزل الساعي الى اول المدينة التي فيها النداء وقال أصحاب الرأي يلزم اهل المدينة كلها السعي من سمع النداء ومن لم يسمع وإن كانت أقطارها فوق ثلاثة أميال .
قال ابو حنيفة ولا من منزلة خارج المدينة كزرارة من الكوفة وإنما بينهما مجرى نهر ولا يجوز لهم إقامتها لأن من شروطها الجامع والسلطان القاهر والسوق القائمة وقال بعض اهل العلم يلزم السعي من خمسة اميال وقال الزهري من ستة اميال وقال أيضا من أربعة