@ 300 @ امرأة اجنبية قط فروي عن عائشة وغيرها انه بايع باللسان قولا وقال ( إنما قولي لمائة لامراة كقولي لمرأة واحدة ) وقالت أسماء بنت يزيد كنت في النسوة المبايعات فقلت يا رسول الله أبسط يدك نبايعك فقال لي عليه السلام ( إني لا أصافح النساء لكن آخذ عليهن ما آخذ الله عليهن ) وذكر النقاش حديثا ان النبي صلى الله عليه وسلم مد يده من خارج بيت ومد نساء من الأنصار أيديهن من داخله فبايعن وما قدمته أثبت وروي عن الشعبي انه لف ثوبا كثيفا قطريا على يده وجاء نسوة فلمسن يده كذلك وروي عن الكلبي انه قدم عمر بن الخطاب فلمس نساء يده وهو خارج من بيت وهن فيه بحيث لا يراهن وذكر النقاش وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم بايعه النساء على الصفا بمكة وعمر بن الخطاب يصافحهن وروي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ورفعه النقاش عن ابن عباس وعن عروة بن مسعود الثقفي انه عليه السلام غمس يده في إناء فيه ماء ثم دفعه الى النساء فغمسن أيديهن فيه .
ثم أمره تعالى بالاستغفار لهن ورجاهن في غفرانه ورحمته بقوله ! 2 < إن الله غفور رحيم > 2 ! وقوله تعالى ! 2 < قوما غضب الله عليهم > 2 ! قال ابن زيد والحسن ومنذر بن سعيد هم اليهود لأن غضب الله قد صار عرفا لهم وقال ابن عباس هم في هذه الآية كفار قريش لأن كل كافر فعليه غضب من الله لا يرد بذلك ثبوت الغضب على اليهود .
قال القاضي أبو محمد ولا سيما في المردة ككفار قريش إذ أعمالهم مغضبة ليست بمجرد ضلال بل فيها شرارات مقصودة وفي الكلام في التشبيه الذي في قوله ! 2 < كما يئس > 2 ! يتبين الاحتياج الى هذا الخلاف وذلك ان اليأس من الآخرة إما ان يكون بالتكذيب بها وهذا هو يأس كفار مكة قال معنى قوله ! 2 < كما يئس الكفار > 2 ! كما يئس الكافر من صاحب قبر لأنه إذا مات له حميم قال هذا آخر العهد به لن يبعث ابدا فمعنى الاية أن اعتقاد أهل مكة في الآخرة كاعتقاد الكافر في البعث ولقاء موتاه وهذا هو تأويل ابن عباس والحسن وقتادة في معنى قوله تعالى ! 2 < كما يئس الكفار > 2 ! ومن قال ان القوم المشار اليهم هم اليهود قال معنى قوله ! 2 < يئس الكفار > 2 ! أي كما يئس الكافر من الرحمة اذا مات وكان صاحب قبر وذلك انه يروى أن الكافر اذا كان في قبره عرض عليه مقعده في الجنة أن لو كان مؤمنا ثم يعرض عليه مقعده من النار الذي يصير اليه فهو يائس من رحمة الله مع علمه بها ويقينه وهذا تأويل مجاهد وابن جبير وابن زيد في قوله ! 2 < كما يئس الكفار > 2 ! فمعنى الآية ان يأس اليهود من رحمة الله في الآخرة مع علمهم بها كيأس ذلك الكافر في قبره وذلك لأنهم قد رين على قلوبهم وحملهم الحسد على ترك الايمان وغلب على ظنونهم انهم معذبون وهذه كانت صفة كثير من معاصري النبي صلى الله عليه وسلم و ^ من ^ في قوله ! 2 < من أصحاب > 2 ! على القول الأول هي لابتداء الغاية وفي القول الثاني هي لبيان الجنس والتبعيض يتوجهان فيها وبيان الجنس اظهر .
نجز تفسير سورة الممتحنة والحمد لله على ذلك