@ 290 @ وفي قلوبهم أشتات ) وهذه حال الجماعات المتخاذلة وهي المغلوبة أبدا فيما يحاول واللفظة ماخوذة من الشتات وهو التفرق ونحوه وقوله تعالى ! 2 < كمثل الذين من قبلهم > 2 ! معناه مثلهم ! 2 < كمثل > 2 ! و ! 2 < الذين من قبلهم > 2 ! قال ابن عباس هم بنو قينقاع لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجلاهم عن المدينة قبل بني النضير وكانوا مثلا لهم وقال قتادة ومجاهد ! 2 < الذين من قبلهم > 2 ! اهل بدر الكفار فإنهم قبلهم ومثل لهم في ان غلبوا وقهروا وقال بعض المتأولين الضمير في قوله ! 2 < قبلهم > 2 ! للمنافقين و ! 2 < الذين من قبلهم > 2 ! هم منافقو الأمم المتقدمة وذلك انهم غلبوا ونالتهم الذلة على وجه الدهر فهم مثل لهؤلاء ولكن قوله ! 2 < قريبا > 2 ! إما ان يكون في زمن موسى والا فالتأويل المذكور يضعف الا ان تجعل ! 2 < قريبا > 2 ! ظرفا للذوق فيكون التقدير ! 2 < ذاقوا وبال أمرهم > 2 ! ! 2 < قريبا > 2 ! من عصيانهم وبحدثانه ولا يكون المعنى ان المثل قريب في الزمن من الممثل له وعلى كل تأويل ف ! 2 < قريبا > 2 ! ظرف او نعت لظرف والوبال الشدة والمكروه وعاقبة السوء و ( العذاب الأليم ) هو في الآخرة وقوله تعالى ! 2 < كمثل الشيطان > 2 ! معناه مثل هاتين الفرقتين من المنافقين وبني النضير ! 2 < كمثل الشيطان > 2 ! والإنسان فالمنافقون مثلهم الشيطان وبنو النضير مثلهم الإنسان وذهب مجاهد وجمهور من المتاولين الى ان ! 2 < الشيطان > 2 ! و ( الإنسان ) في هذه الآية أسماء جنس لأن العرف ان يعمل هذا شياطين بناس كما يغوي الشيطان الإنسان ثم يفر منه بعد ان يورطه كذلك أغوى المنافقون بني النضير وحرضوهم على الثبوت ووعدوهم النصر فلما نشب بنو النضير وكشفوا عن وجوههم تركهم المنافقون في اسوا حال وذهب قوم من رواة القصص ان هذا شيطان مخصوص مع عابد من العباد مخصوص وذكر الزجاج ان اسمه برصيص قالوا إنه إستودع امرأة وقيل سيقت إليه ليشفيها بدعائه من الجنون فسول له الشيطان الوقوع عليها فحملت فخشي الفضيحة فسول له قتلها ودفنها ففعل ثم شهره فلما استخرجت المراة وحمل العابد شر حمل وهو قد قال إنها قد ماتت فقمت عليها ودفنتها فلما وجدت مقتولة علموا كذبه فتعرض له الشيطان فقال له اكفر واسجد لي وأنجيك ففعل وتركه عند ذلك .
وقال ^ إني بريء منك ^ وهذا كله حديث ضعيف والتأويل الأول هو وجه الكلام وقول الشيطان ! 2 < إني أخاف الله > 2 ! رياء من قوله وليست على ذلك عقيدته ولا يعرف الله حق معرفته ولا يحجزه خوفه عن سوء يوقع فيه ابن آدم من اول إلا آخر وقوله تعالى ! 2 < فكان عاقبتهما > 2 ! الآية يحتمل الضمير ان يعود على المخصوصين المذكورين ويحتمل ان يعود على اسمي الجنس أي هذا هو عاقبة كل شيطان وإنسان يكون امرهما هكذا وقرا الحسن وعمرو بن عبيد ( عاقبتهما ) بالرفع وقرا جمهور الناس ( عاقبتهما ) بالنصب وموضع ان يخالف إعراب المعاقبة في القراءتين إن شاء الله تعالى وقرأ الأعمش وابن مسعود ( خالدان ) بالرفع على انه خبر ( أن ) والظرف ملغى ويلحق هذه الآية من الاعتراض الغاء الظرف مرتين قاله الفراء وذلك جائز عند سيبويه على التأكيد