@ 227 @ .
وخص ذكر ^ المشرقين والمغربين ^ بالتشريف في إضافة الرب اليهما لعظمهما في المخلوقات وأنهما طرفا آية عظيمة وعبرة وهي الشمس وجريها .
وحكى النقاش ان ! 2 < المشرقين > 2 ! مشرقا الشمس والقمر ^ والمغربين ^ كذلك على مافي ذلك من العبر وكل متجه ومتى وقع ذكر المشرق والمغرب فهي اشارة الى الناحيتين بجملتهما ومتى وقع ذكر المشارق والمغارب فهي إشارة الى تفصيل مشرق كل يوم ومغربه ومتى ذكر المشرقان والمغربان فهي إشارة الى نهايتي المشارق والمغارب لأن ذكر نهايتي الشيء ذكر لجميعه .
قال مجاهد هو مشرق الصيف ومغربه ومشرق الشتاء ومغربه .
قوله عز وجل $ سورة الرحمن 19 - 28 $ .
! 2 < مرج البحرين > 2 ! معناه أرسلهما إرسالا غير منحاز بعضهما من بعض ومنه مرجت الدابة ومنه الأمر المريج أي المختلط الذي لم يتحصل منه شيء ومنه من ! 2 < مارج من نار > 2 ! الرحمن 15 .
واختلف الناس في ! 2 < البحرين > 2 ! فقال الحسن وقتادة بحر فارس وبحر الروم .
وقال الحسن أيضا بحر القلزم واليمن وبحر الشام .
وقال ابن عباس وابن جبير هو بحر في السماء وبحر في الارض .
وقال ابن عباس أيضا هو مطر السماء سماه بحرا وبحر الارض .
والظاهر عندي ان قوله تعالى ! 2 < البحرين > 2 ! يريد بهما نوعي الماء العذب .
والأجاج أي خلطهما في الارض وأرسلهما متداخلين في وضعهما في الارض قريب بعضهما من بعض ولا بغي والعبرة في هذا التأويل منيرة وأنشد منذر بن سعيد .
( وممزوجة الأمواه لا العذب غالب % على الملح طيبا ولا الملح يعذب ) + الطويل + .
اما قوله ! 2 < يلتقيان > 2 ! فعلى التأويلين الأولين معناه هما معدان للالتقاء وحقهما ان يلتقيا لولا البرزخ وعلى القول الثالث روي انهما يلتقيان كل سنة مرة فمن ذهب الى انه بحر يجتمع في السماء فهو قول ضعيف وإنما يتوجه لالتقاء فيه .
وفي القول الرابع بنزول المطر وفي القول الخامس بالأنهار في البحر وبالعيون قرب البحر .
والبرزخ الحاجز في كل شيء فهو في بعض هذه الأقوال اجرام الأرض قاله قتادة .
وفي بعضها القدرة والبرزخ ايضا المدة التي بين الدنيا والاخرة للموتى فهي حاجز وقد قال بعض الناس إن ماء الأنهار لا يختلط بالماء الملح بل هو بذاته باق فيه وهذا يحتاج الى دليل او حديث صحيح والا فالعيان لا يقتضيه .
وذكر الثعلبي في ! 2 < مرج البحرين > 2 ! ألغازا وأقوالا باطنة لا يجب ان يلتفت الي شيء منها .
واختلف الناس في قوله ! 2 < لا يبغيان > 2 ! فقال ابن عباس ومجاهد وقتادة معناه لا يبغي واحد منهما