@ 225 @ .
وقوله ! 2 < ألا تطغوا > 2 ! نهي عن التعمد الذي هو طغيان بالميزان .
واما ما لا يقدر البشر عليه من التحرير بالميزان فذلك موضوع عن الناس .
( وأن لا ) هو بتقدير لئلا او مفعول من اجله .
و ^ تطغوا ^ نصب ويحتمل ان تكون ( أن ) مفسرة فيكون ^ تطغوا ^ جزما بالنهي وفي مصحف ابن مسعود ( لا تطغوا في الميزان ) بغير ان .
وقرا جمهور الناس ( ولا تخسروا ) من اخسر أي نقص وأفسد وقال بلال بن أبي بردة ( تخسروا ) بفتح التاء وكسر السين من خسر ويقال خسر وأخسر بمعنى نقص وأفسد كجبر وأجبر .
وقرأ بلال أيضا فما حكى ابن جني ( تخسروا ) بفتح التاء والسين من خسر بكسر السين .
واختلف الناس في ( الأنام ) فقال ابن عباس فيما روي عنه هم بنو آدم فقط .
وقال الحسن بن أبي الحسن هم الثقلان الجن والإنس .
وقال ابن عباس أيضا وقتادة وابن زيد والشعبي هم الحيوان كله .
و ! 2 < الأكمام > 2 ! في ! 2 < النخل > 2 ! موجودة في الموضعين فجملة فروع النخلة في اكمام من ليفها وطلع النخل في كم من جفه .
وقال قتادة اكمام النخيل رقابها .
والكم من النبات كل ما التف شيء وستره ومنه كمائم الزهر وبه شبه كم الثوب .
! 2 < والحب ذو العصف > 2 ! هو البر والشعير وما جرى مجراه من الحب الذي له سنبل وأوراق متشعبة على ساقه وهي العصيفة اذا يبست ومنه قول علقمة بن عبدة .
( تسقى مذانب قد مالت عصيفتها % حدورها من أتي الماء مطموم ) + البسيط + .
قال ابن عباس ! 2 < العصف > 2 ! التبن وتقول العرب خرجنا نتعصف أي يستعجلون عصيفة الزرع .
وقرأ ابن عامر وابو البرهسم ( والحب ) بالنصب عطفا على ! 2 < الأرض > 2 ! ( ذا العصف والريحان ) الا ان البرهسم خفض النون .
واختلفوا في ! 2 < الريحان > 2 ! فقال ابن عباس ومجاهد والضحاك معناه الرزق ومنه قول الشاعر وهو النمر بن تولب .
( سلام الإله وريحانه % وجنته وسماء درر ) + المتقارب + وقال الحسن هو ريحانكم هذا .
وقال ابن جبير هو كل ما قام على ساق وقال ابن زيد وقتادة ! 2 < الريحان > 2 ! هو كل مشموم طيب الريح من النبات .
وفي هذا النوع نعمة عظيمة .
ففيه الأزهار والمندل والعقاقير وغير ذلك .
وقال الفراء ! 2 < العصف > 2 ! فيما يؤكل و ! 2 < الريحان > 2 ! كل ما لا يؤكل .
وقرأ جمهور الناس ( والحب ) بالرفع ( ذو العصف والريحان ) وهذه قراءة في المعنى كالأولى في الإعراب حسنة الاتساق عطفا على ! 2 < فاكهة > 2 ! .
وقرا حمزة والكسائي وابن محيصن ( والحب ) بالرفع ( ذو العصف والريحان ) بخفض ( الريحان ) عطفا على ! 2 < العصف > 2 ! كان الحب هما له على أن ! 2 < العصف > 2 ! منه الورق .
وكل ما يعصف باليد وبالريح فهو رزق البهائم ! 2 < والريحان > 2 ! منه الحب فهو رزق الناس ( والريحان ) على هذه القراءة الرزق لا دخل فيه المشموم بتكلف .
! 2 < والريحان > 2 ! هو من ذوات الواو .
قال أبو علي إما ان يكون ريحان اسما و وضع موضع المصدر