@ 205 @ جمهور اهل المعاني بل هو التفضيل بالاطلاق أي هو اعلم من الموجودين جملة والعامل في ! 2 < إذ > 2 ! ! 2 < أعلم > 2 ! وقال بعض النحاة العامل فيه فعل مضمر تقديره اذكروا إذ والمعنى الأول أبين لأن تقديره فإذا كان علمه قد أحاط بكم وانتم في هذه الأحوال فأحرى ان يقع بكم وانتم تعقلون وتجترحون والإنشاء من الأرض يراد به خلق آدم عليه السلام ويحتمل ان يراد به إنشاء الغذاء و ! 2 < أجنة > 2 ! جمع جنين .
وقوله ! 2 < فلا تزكوا أنفسكم > 2 ! ظاهره النهي عن ان يزكي نفسه ويحتمل ان يكون نهيا عن ان يزكي بعض الناس بعضا وإذا كان هذا فإنما ينهى عن تزكية السمعة والمدح للدنيا والقطع بالتزكية ومن ذلك الحديث في عثمان بن مظعون عند موته .
واما تزكية الإمام والقدرة أحدا ليؤتم به أوليتهم الناس بالخير فجائز وقد زكى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أبا بكر وغيره وكذلك تزكية الشهود في الحقوق جائزة للضرورة اليها وأصل التزكية إنما هو التقوى والله تعالى هو اعلم بتقوى الناس منكم .
وقوله تعالى ! 2 < أفرأيت الذي تولى > 2 ! الآية قال مجاهد وابن زيد وغيرهما نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي وذلك انه سمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وجلس اليه ووعظه رسول الله فقرب من الإسلام وطمع النبي عليه السلام فيه ثم إنه عاتبه رجل من المشركين وقال له أتترك ملة آبائك ارجع الى دينك واثبت عليه وانا أتحمل لك بكل شيء تخافه في الآخرة لكن على ان تعطيني كذا وكذا من المال فوافقه الوليد على ذلك ورجع عما هم به من الإسلام وضل ضلالا بعيدا وأعطى بعض ذلك المال لذلك الرجل ثم أمسك عنه وشح فنزلت الآية فيه .
وذكر الثعلبي عن قوم انها نزلت في عثمان بن عفان في قصة جرت له مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح وذلك كله عندي باطل وعثمان رضي الله عنه منزه عن مثله وقال السدي نزلت في العاصي بن وائل فقوله ! 2 < وأعطى قليلا وأكدى > 2 ! وعلى هذا القول في المال وقال مقاتل بن حيان في كتاب الثعلبي المعنى وأعطى من نفسه قليلا من قربه من الإيمان ثم ! 2 < أكدى > 2 ! أي انقطع ما أعطى وهذا بين من اللفظ والآخر يحتاج الى رواية و ! 2 < تولي > 2 ! معناه ادبر وأعرض ومعناه عن امر الله .
! 2 < وأكدى > 2 ! معناه انقطع عطاؤه وهو مشبه بالحافر في الأرض فإذا انتهى الى كدية وهي ما صلب من الأرض وقف وانقطع حفره وكذلك اجبل الحافر إذ انتهى الى جبل ثم قيل لمن انقطع عمله أكدى وأجبل .
وقوله تعالى ! 2 < أعنده علم الغيب فهو يرى > 2 ! معناه أعلم من الغيب ان من تحمل ذنوب آخر فإن المتحمل عنه ينتفع بذلك فهو لهذا الذي علمه يرى الحق وهو له فيه بصيرة ام هو جاهل لم ينبأ أي يعلم مافي صحف موسى وهي التوراة وفي صحف إبراهيم وهي كتب نزلت عليه من السماء من انه لا تزر وازرة وزر أخرى أي لا تحمل حاملة حمل أخرى وإنما يؤخذ كل واحد بذنوب نفسه أي فلما كان جاهلا بهذا وقع في عطاء ماله للذي قال له أني أتحمل عنك درك الآخرة .
واختلف المفسرون في معنى قوله ! 2 < وفي > 2 ! ما هو الموفى فقال ابن عباس كانوا قبل إبراهيم يأخذون الولي بالولي في القتل ونحوه فوفى ابراهيم وبلغ هذا الحكم من اه ^ لا تز وازرة وزر أخرى ^ وقال ابن عباس ايضا والربيع وفي طاعة الله في أمرذبح انه .
وقال الحسن وابن جبير وقتادة وغيره وفى