@ 151 @ من التقاطع والتدابر .
وحكم على بعضه بأنه ! 2 < إثم > 2 ! .
إذ بغضه ليس بإثم .
ولا يلزم اجتنابه وهو ظن الخير بالناس وحسنه بالله تعالى .
والمظنون من شهادات الشهود والمظنون به من اهل الشر .
فإن ذلك سقوط عدالته وغير ذلك هي من حكم الظن به .
وظن الخير بالمؤمن محمود والظن المنهي عنه هو ان تظن سوءا برجل ظاهره الصلاح .
بل الواجب تنزيل الظن وحكمه وتتأول الخير .
وقال بعض الناس ! 2 < إثم > 2 ! معناه كذب .
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث .
وقال بعض الناس معنى ! 2 < إن بعض الظن إثم > 2 ! أي إذا تكلم الظان أثم .
وما لم يتكلم فهو في فسحة .
لأنه لا يقدر على دفع الخواطر التي يبيحها قول النبي صلى الله عليه وسلم ( الحزم سوء الظن ) .
قال القاضي أبو محمد وما زال اولو العلم يحترسون من سوء الظن ويسدون ذرائعه .
قال سلمان الفارسي إني لأعد غراف قدري فخافة الظن .
وذكر النقاش عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( احترسوا من الناس بسوء الظن ) .
وكان أبو العالية يختم على بقية طعامه مخافة ظن السوء بخادمه .
وقال ابن مسعود الأمانة خير من الخاتم .
والخاتم خير من سوء الظن .
وقوله ! 2 < ولا تجسسوا > 2 ! أي لا تبحثوا على مخبآت امور الناس وادفعوا بالتي هي أحسن .
واجتزوا بالظاهر الحسنة .
وقرأ الحسن وأبو رجاء وابن سيرين والهذليون ( لا تحسسوا ) بالحاء غيرمنقوطة .
وقال بعض الناس التجسس بالجيم في الشر .
والتحسس بالحاء في الخير وهكذا ورد القرآن ولكن قد يتداخلاون في الاستعمال .
وقال أبو عمرو بن العلاء التجسس ما كان من وراء وراء .
والتحسس بالحاء الدخول والاستعلام .
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ) .
وذكر الثعلبي حديث حراسة عمرو بن عوف ووجودهما الشرب في بيت ربيعة بن امية بن خلف .
وذكر أيضا حديثه في ذلك مع أبي محجن الثقفي .
وقال زيد بن وهب .
قيل لابن مسعود هل لك في الوليد بن عقبة تقطر لحيته خمرا فقال إنا نهينا عن التحسس .
فإن يظهر لنا شيء أخذنا به .
! 2 < ولا يغتب > 2 ! معناه ولا يذكر احدكم من أخيه شيئا هو فيه يكره سماعه .
وروي ان عائشة قالت عن امرأة ما رأيت اجمل منها الا انها قصيرة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ( اغتبتها نظرت إلى أسوأ ما فيها فذكرته ) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا ذكرت ما في أخيك فقد اغتبته وإذا ذكرت ما ليس فيه فقد بهته ) .
وفي حديث آخر ( الغيبة ان تذكر المؤمن بما يكره ) .
قيل وإن كان حقا قال إذا قلت باطلا فذلك هو البهتان .
وقال معاوية بن قرة وأبو إسحاق السبيعي إذا مر بك رجل أقطع .
فقلت ذلك الأقطع كان ذلك غيب .
وحكى الزهراوي عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ( الغيبة أشد من الزنا لأن الزاني يتوب فيتوب الله عليه والذي يغتاب يتوب فلا يتاب عليه حتى يستحل ) .
قال القاضي أبو محمد وقد يموت من اغتيب او يأبى .
وروي ان رجلا قال لابن سيرين إني قد اغتبتك فحللني .
فقال له ابن سيرين إني لا احل ما حرم