@ 102 @ .
قوله عز وجل $ سورة الأحقاف 23 - 26 $ .
المعنى قال لهم هود إن هذا الوعيد ليس من قبلي وإنما الأمر إلى الله وعلم وقته عنده وإنما علي ان أبلغ فقط .
وقرا جمهور الناس ( وأبلغكم ) بفتح الباء وشد اللام .
قال أبو حاتم وقرأ أبو عمرو في كل القرآن بسكون الباء وتخفيف اللام .
و ^ أراكم تجهلون ^ اي مثل هذا من امر الله تعالى وتجهلون خلق انفسكم .
والضمير في ! 2 < رأوه > 2 ! يحتمل ان يعود على العذاب ويحتمل ان يعود على الشيء المرئي الطارىء عليهم وهو الذي فسره قوله ! 2 < عارضا > 2 ! والعارض ما يعرض في الجو من السحاب الممطر ومنه قول الأعشى .
( يا من رأى عارضا قد بت ارمقه % كأنما البرق في حافاته الشعل ) .
وقال أبو عبيدة العارض الذي في أقطار السماء ثم يصبح من الغد قد استوى .
وروي في معنى قوله ! 2 < مستقبل أوديتهم > 2 ! ان هؤلاء القوم كانوا قد قحطوا مدة فطلع هذا العارض على الهيئة والجهة التي يمطرون بها أبدا جاءهم من قبل واد لهم يسمونه المغيث .
قال ابن عباس ففرحوا به و ! 2 < قالوا هذا عارض ممطرنا > 2 ! وقد كذب هود فيما اوعد به فقال لهم هود عليه السلام ليس الأمر كما رأيتم ! 2 < بل هو ما استعجلتم به > 2 ! في قولكم ! 2 < فأتنا بما تعدنا > 2 ! الأحقاف 22 ثم قال ! 2 < ريح فيها عذاب أليم > 2 ! .
وفي قراءة ابن مسعود ( قال هود بل هو ) بإظهار المقدر لأن قراءة الجمهور هي كقوله تعالى ^ يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم ^ الرعد 23 أي يقولون سلام .
قال الزجاج وقرأ قوم ( ما استعجلتم ) بضم التاء الأولى وكسر الجيم .
و ! 2 < ريح > 2 ! بدل من المبتدأ في قوله ! 2 < هو ما > 2 ! و ! 2 < ممطرنا > 2 ! هو نعت ل ! 2 < عارض > 2 ! وهو نكرة إضافته غير محضة لأن التقدير ممطر لنا في المستقبل فهو في حكم الانفصال .
وقد مضى في غير هذه السورة قصص الريح التي هبت عليهم وانها كانت تحمل الطعينة كجرادة و ! 2 < تدمر > 2 ! معناه تهلك .
والدمار الهلاك ومنه قول جرير .
( وكان لهم كبكر ثمود لما % رغا دهرا فدمرهم دمارا ) + الوافر + .
وقوله ^ كل شيء ^ ظاهره العموم ومعناه الخصوص في كل ما أمرت بتدميره وروي ان هذه الريح رمتهم اجمعين في البحر .
وقرأ جمهور القراء ( لا ترى ) أيها المخاطب .
وقرأ عاصم وحمزة ( لا يرى ) بالياء على بناء الفعل للمفعول ( مساكنهم ) رفعا .
التقدير لا يرى شيء منهم وهذه قراءة ابن مسعود وعمرو بن ميمون والحسن بخلاف عنه ومجاهد وعيسى وطلحة .
وقرأ الحسن بن أبي الحسن والجحدري وقتادة وعمرو بن ميمون والأعمش وابن أبي إسحاق وأبو رجاء ومالك بن دينار بغير خلاف عنهما خاصة ممن ذكر ( لا ترى ) بالتاء