@ 81 @ .
قوله عز وجل $ سورة الجاثية 7 - 11 $ .
الويل في كلام العرب المصائب والحزن والشدة من هذه المعاني وهي لفظة تستعمل في الدعاء على الإنسان .
وروي في بعض الآثار ان في جهنم واديا اسمه ! 2 < ويل > 2 ! وذهب الطبري الى انه المراد بالآية ومقتضى اللغة انه الدعاء على أهل الإفك والإثم بالمعاني المتقدمة .
والإفاك الكذاب الذي يقع منه الإفك مرارا .
والأثيم بناء مبالغة اسم فاعل من أثم يأثم .
وروي ان سبب هذه الآية أبو جهل وقيل النضر بن الحارث والصواب ان سببها ما كان المذكوران وغيرهما يفعل وانها تعم كل من دخل تحت الأوصاف المذكورة إلى يوم القيامة و ! 2 < يصر > 2 ! معناه يثبت على عقيدته من الكفر .
وقوله ! 2 < فبشره بعذاب > 2 ! حسن ذلك أفصح عن العذاب ولو كانت البشارة غير مقيدة بشيء لما حصلت الا على المحاب .
وقرا جمهور الناس ( وإذا علم ) بفتح العين وتخفيف اللام والمعنى وإذا أخبر بشيء ! 2 < من آياتنا > 2 ! فعلم نفس الخبر لا المعنى الذي تضمنه الخبر ولو علم المعانى التي تضمنها إخبار الشرع وعرف حقائقها لكان مؤمنا .
وقرا قتادة ومطر الوراق ( علم ) بضم العين وشد اللام .
وقوله ! 2 < أولئك > 2 ! رد على لفظ كل أفاك لأنه اسم جنس له الصفات المذكورة بعد قوله ! 2 < من ورائهم جهنم > 2 ! قال فيه بعض المفسرين معناه من امامهم وهذا نحو الخلاف الذي في قوله تعالى ! 2 < وكان وراءهم ملك > 2 ! الكهف 79 ولحظ قائل هذه المقالة الأمر من حيث تأول ان الإنسان كانه من عمره يسير الى جنة او نار فهما امامه وليس لفظ الوراء في اللغة كذلك وإنما هو ما يأتي خلف الإنسان وإذا اعتبر الأمر بالتقدم او التأخر في الوجود على ان الزمان كالطريق للأشياء استقام الأمر فما يأتي بعد الشيء في الزمان فهو وراءه فكان الملك وأخذه السفينة وراء ركوب اولئك إياها وجهنم وإحراقها للكفرة يأتي بعد كفرهم وأفعالهم وهذا كما تقول افعل كذا وانا من ورائك عضدا وكما تقول ذلك على التهديد انا من وراء التقصي عليك ونحو هذا .
وقوله تعالى ! 2 < ولا ما اتخذوا > 2 ! يعني بذلك الأوثان .
وقوله تعالى ! 2 < هذا هدى > 2 ! إشارة الى القرآن