@ 58 @ .
قوله عز وجل $ سورة الزخرف 46 - 50 $ .
هذه آية ضرب مثل وإسوة لمحمد عليه السلام بموسى عليه السلام ولكفار قريش بفرعون ^ وملائه ^ .
والآيات التي أرسل بها موسى وهي التسع المذكورة وغير ذلك مما جاءت به الروايات وخص الملأ المذكور لأنهم يسدون مسد جميع الناس ثم وصفهم تعالى بالضحك من آيات موسى كما كانت قريش تضحك وتسخر من اخبار محمد عليه السلام ثم وصف تعالى صورة عرض الآيات عليهم وإنما كانت شيئا بعد شيء .
وقوله ! 2 < إلا هي أكبر من أختها > 2 ! عبارة عن شدة موقعها في نفوسهم بحدة امرها وحدوثه وذلك ان أول آية عرض موسى هي العصا واليد وكانت اكبر آياته ثم كل آية بعد ذلك كانت تقع فيعظم عندهم لحينها وتكبر لأنهم قد كانوا انسوا التي قبلها فهذا كما قال الشاعر .
( على انها تعفو الكلوم وإنما % توكل بالأدنى وان جل ما يقضى ) + الطويل + .
وذهب الطبري الى ان الآيات هي الحجج والبينات .
ثم ذكر تعالى اخذهم بالعذاب في العمل والضفادع والدم وغير ذلك وهذا كما اخذ قريش بالسنين والدخان .
وقوله ! 2 < لعلهم > 2 ! ترج بحسب معتقد البشر وظنهم .
و ! 2 < يرجعون > 2 ! معناه يتوبون ويقلعون .
وقوله تعالى ^ وقالوا يا أيه الساحر ^ جائز ان يكون قائل ذلك من اعلمهم بكفر السحر فيقول قوله استهزاء وهو يعلم قدر السحر وانحطاط منزلته ويكون قوله ! 2 < عندك > 2 ! بمعنى في زعمك وعلى قولك ويحتمل ان يكون القائل ليس من المتمردين الحذاق ويطلق لفظة الساحر لأحد وجهين إما لأن السحر كان عند عامتهم علم الوقت فكأنه قال يا أيه العالم وإما لأن هذه الاسمية قد كانت انطلقت عندهم على موسى لأول ظهورها فاستصحبها هذا القائل في مخاطبة قلة تحرير وغباوة ويكون القول على هذا التاويل جدا من القائل ويكون قوله ^ إنا لمهتدون ^ بمعنى إن نفعتنا دعوتك وهذا التاويل أرجح أعني ان كلام هذا القائل مقترن بالجد .
وقرأ ابن عامر وحده ( يا أي ) بياء مضمومة فقط .
ثم أخبر عنهم انه لما كشف عنهم العذاب نكثوا ولو كان الكلام هزلا من اوله لما وقع نكث