@ 49 @ من دون الله أي جزءا ندا فعلى هذا التاويل فتعقيب الكفرة في فصلين في امر الأصنام وفي امر الملائكة وعلى هذا التاويل الأول فالآية كلها في امر الملائكة .
وقوله تعالى ! 2 < إن الإنسان لكفور > 2 ! أي بلفظ الجنس العام والمراد بعض الإنسان وهو هؤلاء الجاعلون ومن أشبههم و ! 2 < مبين > 2 ! في هذا الموضع غير متعد .
وقوله تعالى ! 2 < أم اتخذ > 2 ! إضراب وتقرير وهذه حجة بالغة عليهم .
إذ المحمود من الأولاد والمحبوب قد خوله الله بني آدم فكيف يتخذ هو لنفسه النصيب الأدنى .
! 2 < وأصفاكم > 2 ! معناه خصكم وجعل ذلك صفوة لكم ثم قامت الحجة عليهم في هذا المعنى وبانت بقوله تعالى ! 2 < وإذا بشر > 2 ! الآية .
.
و ! 2 < مسودا > 2 ! خبر ! 2 < ظل > 2 ! والكظيم الممتلىء غيظا الذي قد رد غيظه إلى جوفه فهو يتجرعه ويروم رده وهذا محسوس عند الغيظ ثم زاد توبيخهم وإفساد رأيهم بقوله ! 2 < أو من ينشأ > 2 ! و ^ من ^ في موضع نصب بفعل يدل عليه ! 2 < جعلوا > 2 ! كانه قال او من ينشا في الحيلة وهو الذي خصصتم به الله ونحو هذا والمراد به ^ من ^ النساء قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي و ! 2 < ينشأ > 2 ! معناه ينبت ويكبر .
وقرأ جمهور القراء ( ينشا ) بفتح الياء .
وقرا ابن عباس وقتادة ( ينشىء ) بضم الياء على تعدية الفعل بالهمزة .
وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص ( ينشأ ) بضم الياء وفتح الشين على تعدية الفعل بالتضعيف وهي قراءة ابن عباس ايضا والحسن ومجاهد وفي مصحف ابن مسعود ( او من لا ينشأ الا في الحلية ) .
و ! 2 < الحلية > 2 ! الحلي من الذهب والفضة والأحجار .
و ! 2 < الخصام > 2 ! المحاجة ومجاذبة المحاورة وقل ما تجد امرأة الا تفسد الكلام وتخلط المعاني وفي مصحف ابن مسعود ( وهو في الكلام غير مبين ) و ! 2 < مبين > 2 ! في هذه الاية متعد والتقدير ! 2 < غير مبين > 2 ! غرضا او منزعا ونحو هذا .
وقال ابن زيد المراد ب ! 2 < من ينشأ في الحلية > 2 ! الآية الأصنام والأوثان لأنهم كانوا يتخذون كثيرا منها من الذهب والفضة وكانوا يجعلون الحلي على كثير منها .
ولما فرغ تعنيفهم على ما اتوا في جهة الله تعالى بقولهم الملائكة بنات الله بين تعالى فسادا في مقالتهم بعينها من جهة أخرى من الفساد وذلك شنيع قولهم في عباد الله مختصين مقربين انهم إناث .
وقرأ أكثر السبعة وابن عباس وابن مسعود وابن جبير وعلقمة ( عباد الرحمن إناثا ) .
وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر والحسن وأبو رجاء وأبو جعفر والأعرج وشيبة وقتادة وعمر بن الخطاب رضي الله عنه ( عند الرحمن إناثا ) وهذه القراءة أدل على رفع المنزلة وقربها في التكرمة كما قيل ملك مقرب وقد يتصرف المعنيان في كتاب الله تعالى في وصف الملائكة في غير هذه الآية فقال تعالى ! 2 < بل عباد مكرمون > 2 ! الأنبياء 26 وقال تعالى في أخرى ! 2 < فالذين عند ربك > 2 ! فصلت 38 وفي مصحف ابن مسعود ( وجعلوا الملائكة عبد الرحمن إناثا ) .
وقرأ نافع وحده ( أأشهدوا ) بالمهمزتين وبلا مد بينهما وبفتح الأولى وضم الثانية وتسهيلها بين الهمزة