@ 561 @ اتبعوني في اتباعي موسى ثم زهد في الدنيا وأخبر أنه شيء يتمتع به قليلا ورغب في الآخرة إذ هي دار الاستقرار .
وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو رجاء وشيبة والأعمش يدخلون بفتح الياء وضم الخاء وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم والأعرج والحسن وأبو جعفر وعيسى يدخلون بضم الياء وفتح الخاء $ قوله عز وجل في سورة غافر من 41 - 45 $ .
قد تقدم ذكر الخلاف هل هذه المقالة لموسى أو لمؤمن آل فرعون والدعاء إلى طاعة الله وعبادته وتوحيده هو الدعاء إلى سبب النجاة فجعله دعاء إلى النجاة اختصارا واقتضابا وكذلك دعاؤهم إياه إلى الكفر واتباع دينهم هو دعاء إلى سبب دخول النار فجعله دعاء إلى النار اختصارا ثم بين عليهم ما بين الدعوتين من البون في أن الواحدة شرك وكفر والأخرى دعوة إلى الإسناد إلى عزة الله وغفرانه .
وقوله ! 2 < ما ليس لي به علم > 2 ! ليس معناه أني جاهل به بل معناه العلم بأن الأوثان وفرعون وغيره ليس لهم مدخل في الألوهية وليس لأحد من البشر علم بوجه من وجوه النظر بأن لهم في الألوهية مدخلا بل العلم اليقين بغير ذلك من حدوثهم متحصل و ! 2 < لا جرم > 2 ! مذهب سيبويه والخليل أنها ! 2 < لا > 2 ! النافية دخلت على ! 2 < جرم > 2 ! ومعنى ! 2 < جرم > 2 ! ثبت ووجب ومن ذلك جرم بمعنى كسب ومنه قول الشاعر أبو أسماء بن الضريبة .
( ولقد طعنت أبا عيينة طعنة % جرمت فزارة بعدها من أن يغضبوا ) + الكامل + .
أي أوجبت لهم ذلك وثبتته لهم فكأن الكلام نفي للكلام المردود عليه ب ! 2 < لا > 2 ! وإثبات للمستأنف ب ! 2 < جرم > 2 ! وأن على هذا النظر في موضع رفع ب ! 2 < جرم > 2 ! وكذلك ! 2 < أن > 2 ! الثانية والثالثة ومذهب جماعة من أهل اللسان أن ! 2 < لا جرم > 2 ! بمعنى لا بد ولا محالة ف ! 2 < أن > 2 ! على هذا النظر في موضع نصب بإسقاط حرف الجر أي لا محالة بأن ما وما بمعنى الذي واقعة على الأصنام وما عبدوه من دون الله .
وقوله ! 2 < ليس له دعوة > 2 ! أي قدر وحق يجب أن يدعى أحد إليه فكأنه تدعونني إلى ما لا غناء له وبين أيدينا خطب جليل من الرد إلى الله وأهل الإسراف والشرك هم أصحاب النار بالخلود فيها