@ 525 @ أهل الدنيا ومن له في الجنة قد صار له إما أهله وإما غيرهم على الاختلاف فيما يؤثر في ذلك فهو على كل حال لا خسران معه بتة $ قوله عز وجل في سورة الزمر من 16 - 18 $ .
هذه صفة حال أهل جهنم والظلة ما غشي وغم كالسحابة وسقف البيت ونحوه فأما ما فوقهم فكونه ظلة بين وأما ما تحتهم فقالت فرقة سمي ظلة لأنه يتلهب ويصعد مما تحتهم شيء كثير ولهب حتى يكون ظلة فإن لم يكن فوقهم شيء لكفى فرع الذي تحتهم في أن يكون ظلة وقالت فرقة جعل ما تحتهم ظلة لأنه فوق آخرين وهكذا هي حالهم إلا الطبقة الأخيرة التي في القعر .
وقوله ! 2 < عباده > 2 ! يريد جميع العالم خوفهم الله النار وحذرهم منها فمن هدي وآمن نجا ومن كفر حصل فيما خوف منه واختلفت القراءة في قوله عباد وقد تقدم نظيره .
وقوله تعالى ! 2 < والذين اجتنبوا الطاغوت > 2 ! الآية قال ابن زيد إن سبب نزلها زيد بن عمرو بن نفيل وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والإشارة إليهم وقال ابن إسحاق الإشارة بها إلى عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد والزبير وذلك أنه لما أسلم أبو بكر سمعوا ذلك فجاؤوه فقالوا أسلمت قال نعم وذكرهم بالله فآمنوا بأجمعهم فنزلت فيهم هذه الآية وهي على كل حال عامة في الناس إلى يوم القيامة يتناولهم حكمها و ! 2 < الطاغوت > 2 ! كل ما يعبد من دون الله و ! 2 < الطاغوت > 2 ! أيضا الشيطان وبه فسر هنا مجاهد والسدي وابن زيد وأوقعه هنا على جماعة الشياطين ولذلك أنث الضمير بعد .
وقوله تعالى ! 2 < الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه > 2 ! كلام عام في جميع الأقوال وإنما القصد الثناء على هؤلاء ببصائر هي لهم وقوام في نظرهم حتى أنهم إذا سمعوا قولا ميزوه واتبعوا أحسنه .
واختلف المفسرون في العبارة عن هذا فقالت فرقة أحسن القول كتاب الله أي إذا سمعوا الأقاويل وسمعوا القرآن اتبعوا القرآن وقالت فرقة القول هو القرآن و ! 2 < أحسنه > 2 ! ما فيه من عفو وصفح واحتمال على صبر ونحو ذلك وقال قتادة أحسن القول طاعة الله وهذه أمثلة وما قلناه أولا يعمها $ قوله عز وجل في سورة الزمر من 19 - 21 $ .
أسقط العلامة التي في الفعل المسند إلى الكلمة لوجهين أحدهما الحائل الذي بين الفعل والفاعل ولو كان متصلا به لم يحسن ذلك والثاني أن الكلمة غير مؤنث حقيقي وهذا أخف وأجوز من قولهم حضر القاضي يوما امرأة لأن التأنيث هنا حقيقي وقالت فرقة في هذا الكلام محذوف أختصره لدلالة الظاهر عليه تقديرا ! 2 < أفمن حق عليه كلمة العذاب > 2 ! تتأسف أنت عليه أو نحو هذا من التقدير ثم استأنف توقيف النبي صلى الله عليه وسلم على أنه يريد أن ينقذ من في النار أي ليس هذا إليك وقالت فرقة الألف في قوله ! 2 < أفأنت > 2 ! إنما هي مؤكدة زادها لطول وإنما معنى الآية أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذه لكنه زاد الألف الثانية توكيدا للأمر وأظهر الضمير العائد تشهيرا لهؤلاء القوم وإظهارا لخسة منازلهم وهذا كقول الشاعر عدي بن زيد العبادي .
( لا أرى الموت يسبق الموت شيء % ) + الخفيف + .
فإنما أظهر الضمير تنبيها على عظم الموت وهذا كثير ثم استفتح إخبارا آخر ب ! 2 < لكن > 2 ! وهذه معادلة وتخصيص على التقوى لمن فكر وازدجر .
وقوله تعالى ! 2 < من تحتها > 2 ! أي من تحت الغرف وعادلت ! 2 < غرف من فوقها غرف > 2 ! ما تقدم من الظلل فوقهم وتحتهم والغرف ما كان من المساكن مرتفعا عن الأرض في الحديث إن أهل الجنة ليراءون الغرف من فوقهم كما ليتراءون الكوكب الذي في الأفق و ! 2 < وعد الله > 2 ! نصب على المصدر ونصبه إما بفعل مضمر من لفظه وإما بما تضمن الكلام قبل من معنى الوعد على الاختلاف الذي للنحاة في ذلك ثم وقف نبيه صلى الله عليه وسلم على معتبر من مخلوقاته والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وكل بشر داخل معه في معناه وقال الطبري وغيره أشار إلى ماء المطر وقالوا العيون منه ودليل ذلك أنها تنماع عند وجوده وتيبس عند فقده وقال الحسن بن مسلم بن يناق والإشارة إلى العيون وليست العيون من المطر ولكن ماؤها نازل من السماء قال الشعبي وكل ماء عذب في الأرض فمن السماء نزل .
قال القاضي أبو محمد والقولان متقاربان و ! 2 < سلكه > 2 ! معناه أجراه وادخله ومنه قول الشاعر .
( حتى سلكن الشوى منهن في مسك % من نسل جوابة الآفاق مهداج ) + البسيط + .
ومنه قول امرىء القيس + السريع +