@ 493 @ .
وقد قالوا رجل كرام أي كريم $ قوله عز وجل في سورة ص من 6 - 9 $ .
روي في قصص هذه الآية أن أشراف قريش وجماعتهم اجتمعوا عند مرض أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا إن من القبيح علينا أن يموت أبو طالب ونؤذي محمدا بعده فتقول العرب تركوه مدة عمه فلما مات آذوه ولكن لنذهب إلى أبي طالب فلينصفنا منه وليربط بيننا وبينه ربطا فنهضوا إليه فقالوا يا أبا طالب إن محمدا يسب ويسفه آراءنا وآراء آبائنا ونحن لا نقاره على ذلك ولكن افصل بيننا وبينه في حياتك بأن يقيم في منزله يعبد ربه الذي يزعم ويدع آلهتنا ولا يعرض لأحد منا بشيء من هذا فبعث أبو طالب في محمد صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إن قومك قد دعوك إلى النصفة وهي أن تدعهم وتعبد ربك وحدك فقال أوغير ذلك يا عم قال وما هو قال يعطوني كلمة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم الجزية بها العجم قالوا وما هي فإنا نبادر إليها قال لا إله إلا الله فنفروا عند ذلك وقالوا ما يرضيك منا غير هذا قال والله لو أعطيتموني الأرض ذهبا ومالا وفي رواية لو جعلتم الشمس في يميني والقمر في شمالي ما أرضاني منكم غيرها فقاموا عند ذلك وبعضهم يقول ^ أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ^ ] ص : 5 ] ويرددون هذا المعنى وعقبة بن أبي معيط يقول ! 2 < امشوا واصبروا على آلهتكم > 2 ! .
وجلبت هذا الخبر تام المعنى وفي بعض رواياته زيادة ونقصان والغرض متقارب ولما ذهبوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله فقال والله لولا أن تكون سبة في بني بعدي لأقررت بها عينك ومات وهو يقول على ملة عبد المطلب فنزلت في ذلك ! 2 < إنك لا تهدي من أحببت > 2 ! [ القصص : 56 ] وانطلق .
فقوله تعالى في هذه الآية ! 2 < وانطلق الملأ > 2 ! عبارة عن خروجهم عن أبي طالب وانطلاقهم من ذلك الجمع هذا قول جماعة من المفسرين وقالت فرقة هي عبارة عن إذاعتهم لهذه الأقاويل فكأنه كما يقول الناس انطلق الناس بالدعاء للأمير ونحوه أي استفاض كلامهم بذلك و ! 2 < الملا > 2 ! الأشراف والرؤوس الذين يسدون مسد الجميع في الآراء ونحوه .
وقوله ! 2 < أن امشوا > 2 ! ! 2 < أن > 2 ! مفسرة لا موضع لها في الإعراب ويجوز أن يكون في موضع نصب بإسقاط حرف الجر أي بأن فهي بتقدير المصدر كأنه قال وانطلق الملأ منهم بقولهم امشوا ومعنى الآية أنه قال بعضهم لبعض امشوا واصبروا على كل أمر آلهتكم وذهب بعض الناس إلى أن قولهم