@ 421 @ والإنجيل والزبور فكأنهم كذبوا بجميع كتب الله وإنما فعلوا هذا لما وقع الاحتجاج عليهم بما في التوراة من امر محمد صلى الله عليه وسلم وقالت فرقة الذي بين يديه هي الساعة والقيامة .
قال الفقيه الإمام القاضي وهذا خطأ قائله لم يفهم أمر بين اليد في اللغة وانه المتقدم في الزمان وقد بيناه فيما تقدم ثم اخبر الله تعالى نبيه عن حالة الظالمين في صيغة التعجيب من حالهم وجواب ! 2 < لو > 2 ! محذوف وقوله ! 2 < يرجع بعضهم إلى بعض القول > 2 ! أي يرد أي يتحاورون ويتجادلون ثم فسر ذلك الجدل بأن الأتباع والضعفاء من الكفرة يقولون للكفار وللرؤوس على جهة التذنيب والتوبيخ ورد اللائمة عليهم ! 2 < لولا أنتم > 2 ! لآمنا نحن واهتدينا أي أنتم أغويتمونا وأمرتمونا بالكفر فقال لهم الرؤساء على جهة التقرير والتكذيب ! 2 < أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين > 2 ! أي دخلتم في الكفر ببصائركم وأجرمتم بنظر منكم ودعوتنا لم تكن ضربة لازب عليكم لأنا دعوناكم بغير حجة ولا برهان .
قال الفقيه الإمام القاضي وهذا كله يتضمنه اللفظ $ قوله عز وجل في سورة سبأ من 33 $ .
هذه مراجعة من الأتباع للرؤساء حين قالوا لهم إنما كفرتم ببصائر أنفسكم قال المستضعفون بل كفرنا بمكركم بنا بالليل والنهار وأضاف المكر إلى الليل والنهار من حيث هو فيهما ولتدل هذه الإضافة على الدؤوب والدوام وهذه الإضافة كما قالوا ليل نائم ونهار صائم وأنشد سيبويه فنام ليلي وتجلى همي وهذه قراءة الجمهور وقرأ قتادة بن دعامة بل مكر الليل والنهار بتنوين مكر ونصب الليل والنهار على الظرف وقرأ سعيد بن جبير بل مكر بفتح الكاف وشد الراء من كر يكر وبالإضافة إلى الليل والنهار وذكر عن يحيى بن يعمر وكأن معنى هذه الآية الإحالة على طول الأمل والاغترار بالأيام مع أمر هؤلاء الرؤساء بالكفر بالله والند المثيل والشبيه والضمير في قوله ! 2 < أسروا > 2 ! عام جميع من تقدم ذكره من المستضعفين والمستكبرين ! 2 < أسروا > 2 ! معناه اعتقدوها في نفوسهم ومعتقدات النفس كلها سر لا يعقل غير ذلك وإنما يظهر ما يصدر عنها من كلام أو قرينة وقال بعض الناس ! 2 < أسروا > 2 ! معناه اظهروا وهي من الأضداد .
قال الفقيه الإمام القاضي وهذا كلام من لم يعتبر المعنى أما نفس الندامة فلا تكون إلا مستسرة ضرورة وأما الظاهر عنها فغيرها ولم يثبت قط في لغة أن أسر من الأضداد وقوله تعالى ! 2 < لما رأوا العذاب > 2 ! أي وافوه وتيقنوا حصولهم فيه وباقي الآية بين $ قوله عز وجل في سورة سبأ من 34 - 37 $