@ 184 @ على أحسن الحال يمشي في الناس كالرجل الحي يمشي في قبور الأموات ومن قال إن الممثل به القرآن والإيمان فتقدير الكلام ! 2 < مثل نوره > 2 ! الذي هو الإيمان في صدر المؤمن في قلبه ! 2 < كمشكاة > 2 ! أي كهذه الجملة وهذا القول ليس في مقابلة التشبيه كالأولين لأن المشكاة ليست تقابل الإيمان وتحتمل الآية معنى آخر ليس فيه مقابلة جزء من المثال لجزء من الممثل بل وقع التشبيه فيه جملة بجملة كهذه الجملة من النور الذي تتخذونه أنتم على هذه الصفة التي هي أبلغ صفات النور الذي بين أيدي الناس أي فمثل نور الله في الوضوح كهذا الذي هو منتهاكم أيه البشر والمشكاة الكوة في الحائظ غير النافذة قال ابن جبير وسعيد بن عياض وجمهور المفسرين وهي أجمع للضوء و ! 2 < المصباح > 2 ! فيها أكثر إنارة من غيرها وقال مجاهد المشكاة العمود الذي يكون ! 2 < المصباح > 2 ! على رأسه وقال أبو موسى المشكاة الحديدة أو الرصاصة التي يكون فيها الفتيل في جوف الزجاجة وقال مجاهد ايضا المشكاة الحدائد التي يعلق بها القنديل والأول أصح هذه الأقوال وقوله ! 2 < في زجاجة > 2 ! لأنه جسم شفاق ! 2 < المصباح > 2 ! فيه أنور منه في غير الزجاج و ! 2 < المصباح > 2 ! الفتيل بناره وأمال الكسائي فيما روى عنه أبو عمرو الداني الألف من مشكاة فكسر الكاف التي قبلها وقرأ نصر بن عاصم في زجاجة بفتح الزاي والزجاجة كذلك وهي لغة وقوله ! 2 < كأنها كوكب دري > 2 ! أي في الإنارة والضوء وذلك يحتمل معنين إما أن يريد أنها بالمصباح كذلك وإما أن يريد أنها في نفسها لصفائها وجودة جوهرها كذلك . .
قال الفقيه الإمام القاضي وهذا التأويل أبلغ في التعاون على النور قال الضحاك الكوكب الدري الزهرة وقرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم دري بضم الدال وشد الياء . .
ولهذه القراءة وجهان إما أن ينسب الكوكب إلى الدر لبياضه وصفائه وإما أن يكون أصله دريء مهموز من الدرء وهو الدفع وخففت الهمزة وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم دريء بالهمزة وهو فعيل من الدرء بمعنى أنها تدفع بعضها بعضا أو بمعنى أن بهاءها يدفع خفاءها وفعيل بناء لا يوجد في الأسماء إلا في قولهم مريق للعصفور وفي السرية إذا اشتقت من السرو ووجه هذه القراءة أبو علي وضعفها غيره وقرأ أبو عمرو والكسائي دريىء على وزن فعيل بكسر الفاء من الدرء وهذه متوجهة وقرأ قتادة دريء بفتح الدال والهمز قال أبو الفتح وهذا عزيز وإنما حفظ منه السكينة بشد الكاف وقرأ سعيد بن المسيب وأبو رجاء ونصر بن عاصم دري بفتح الدال دون همزة وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وطلحة والأعمش والحسن وقتادة وابن وثاب وعيسى توقد بضم التاء أي الزجاجة وقرأ أبو عمرو وأهل الكوفة والحسن وابن محيصن توقد بفتح التاء والواو وشد القاف وضم الدال أي الزجاجة وقرأ أبو عمرو أيضا وابن كثير توقد بفتح التاء والدال أي المصباح وقرأ عاصم فيما روى عنه إسماعيل يوقد بالياء المرفوعة على معنى يوقد المصباح قال أبو الفتح وقرأ السلمي والحسن وابن محيصن وسلام وقتادة يوقد بفتح الياء والواو والقاف والمشددة ورفع الدال أصله يتوقد وقوله ! 2 < من شجرة > 2 ! أي من زيت شجرة والمباركة المنمأة والزيتون من أعظم الثمار نماء واطراد أفنان وغضارة ولا سيما بالشام والرمان كذلك والعيان يقضي بذلك وقول أبي طالب يرثي مسافر بن أبي عمرو بن أمية ابن شمس + الخفيف + .
( ليت شعري مسافر بن أبي عمرو % وليت يقولها المحزون )