@ 153 @ .
ابتدأ تعالى بتعديد نعم في نفس تعديدها استدلال بها على عظيم قدرته وأنها لا يعزب عنها أمر البعث ولا يعظم و ! 2 < أنشأ > 2 ! بمعنى اخترع و ! 2 < السمع > 2 ! مصدر فلذلك وحد وقيل أراد الجنس و ! 2 < الأفئدة > 2 ! القلوب وهذه إشارة إلى النطق والعقل وقوله ! 2 < قليلا > 2 ! نعت لمصدر محذوف تقديره شكرا قليلا ما تشكرون وذهبت فرقة إلى أنه أراد ! 2 < قليلا > 2 ! منكم من يشكر أي يؤمن ويشكر حق الشكر . .
قال الفقيه الإمام القاضي والأول أظهر وذرأ معناه بث وخلق وقوله ! 2 < وإليه > 2 ! فيه حذف مضاف أي إلى حكمه وقضائه و ! 2 < تحشرون > 2 ! يريد البعث وقوله ! 2 < وله اختلاف الليل والنهار > 2 ! أي له القدرة التي عنها ذلك والاختلاف هنا التعاقب والكون خلفة ويحتمل أن يكون الذي هو المغايرة البينة وقوله ! 2 < بل > 2 ! إضراب والجحد مقدر كأنه قال ليس لهم نظر في هذه الآيات أو نحو هذا و ! 2 < الأولون > 2 ! يشير به إلى الأمم الكافرة كعاد وثمود وقوله ! 2 < لمبعوثون > 2 ! أي لمعادون أحياء وقولهم ! 2 < وآباؤنا > 2 ! أي حكى المقالة عن العرب فمرادهم من سلف من العالم جعلوهم آباء من حيث النوع واحد وإن حكى ذلك عن الأولين فالأمر مستقيم فيهم والأساطير قيل هي جمع أسطوة ر كأعجوبة وأعاجيب وأحدوثة وأحاديث وقيل هي جمع سطر وأسطار وأساطير . .
قوله عز وجل $ سورة المؤمنون الآية 8489 $ .
أمر الله تعالى نبيه بتوقيفهم على هذه الأشياء التي لا يمكنهم إلا الإقرار بها ويلزم من الإقرار بها أن يؤمنوا بباريها ويذعنوا لشرعة ورسالة رسوله وقرأ الجميع في الأول ! 2 < لله > 2 ! بلا خلاف وفي الثاني والثالث فقرأ أبو عمرو وحده لله جوابا على اللفظ وقرأ باقي السبعة لله جوابا على المعنى كأنه قال في السؤال لمن ملك ! 2 < السماوات السبع > 2 ! إذ قولك لمن هذه الدار وقولك من مالك هذه الدار واحد في المعنى ثم جعل التوبيخ مدرجا بحسب وضوح الحجة شيئا شيئا فوقف على الأرض ومن فيها وجعل بإزاء ذلك التذكر ثم وقف على ! 2 < السماوات السبع > 2 ! و ! 2 < العرش > 2 ! وجعل بإزاء ذلك التقية وهي أبلغ من التذكر وهذا بحسب وضوح الحجة وفي قوله تعالى ! 2 < أفلا تتقون > 2 ! وعيد ثم وقف على ^ ملكوت كل شيء ^ وفي الإقرار بهذا التزام كل ما تقع به الغلبة في الاحتجاج فوقع التوبيخ بعد في غاية البلاغة بقوله ! 2 < فأنى تسحرون > 2 ! ومعنى ! 2 < إني > 2 ! كيف ومن أين وفي هذا تقرير سحرهم وهو سؤال عن الهيئة التي سحروا بها والسحر هنا مستعار لهم وهو تشبيه لما وقع منهم من التخليط ووضع الأفعال والأقوال غير