@ 539 @ بشد التاء وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي فأتبع بسكون التاء على وزن أفعل قال بعض اللغويين هما بمعنى واحد تبع وكذلك تبع وقالت فرقة أتبع بقطع الألف هي عبارة عن المجد المسرع الحثيث الطلب واتبع إنما يتضمن معنى الاقتفاء دون هذه القرائن قاله أبو زيد وغيره . .
قال القاضي أبو محمد واستقرأ هذا القائل هذه المقالة من القرآن كقوله عز وجل ! 2 < فأتبعه شهاب ثاقب > 2 ! وكقوله ! 2 < فأتبعهم فرعون > 2 ! وكقوله تعالى ! 2 < فأتبعه الشيطان > 2 ! وهذا قول حكاه النقاش عن يونس بن حبيب وإذا تأملت اتبع بشد التاء لم تربط لك هذا المعنى ولا بد . .
والسبب في هذه الآية الطريق المسلوكة لأنها سبب الوصول إلى المقصد وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم في عين حمئة على وزن فعلة أي ذات حماة وقرأ عاصم في رواية أبي بكر والباقون في عين حامية أي حارة وقد اختلف في ذلك قراءة معاوية وابن عباس فقال ابن عباس حمئة وقال معاوية حامية فبعثا إلى كعب الأحبار ليخبرهم بالأمر كيف هو في التوراة فقال لهما أما العربية فأنتما أعلم بها مني ولكني أجد في التوراة أنها تغرب في عين ثاط والثاط الطين . .
فلما انفصلا قال رجل لابن عباس لوددت أني حضرت يا أبا العباس فكنت أنجدك بشعر تبع الذي يقول فيه ذكر ذي القرنين .
( قد كان ذو القرنين جدي مسلما % ملكا تدين له الملوك ويحشد ) .
( بلغ المشارق والمغارب يبتغي % أسباب أمر من حكيم مرشد ) .
( فرأى مغار الشمس عند غروبها % في عين ذي خلب وثاط حرمد ) + الكامل + .
فالخلب الطين والثاط الحمأة الحرمد الأسد ومن قرأ حامئة وجهها إلى الحرارة وروي عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى الشمس وهي تغيب فقال في نار الله الحامية لولا ما يزعها من الله لأحرقت ما على الأرض وروى أبو ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى الشمس عند غروبها فقال أتدري أين تغرب يا أبا ذر قلت لا قال إنها تغرب في عين حامية فهذا يدل على أن العين هنالك حارة وحامية هي قراءة طلحة بن عبيد الله وعمرو بن العاص وابنه وابن عمر وذهب الطبري إلى الجمع بين الأمرين فيقال يحتمل أن تكون العين حارة ذات حمأة فكل قراءة وصف بصفة من أحوالها وذهب بعض البغداديين إلى أن ^ في ^ بمنزلة عند كأنها مسامتة من الأرض فيما يرى الرائي ل ! 2 < عين حمئة > 2 ! وقال بعضهم قوله ! 2 < في عين > 2 ! إنما المراد أن ذا القرنين كان فيها أي هي آخر الأرض . .
قال القاضي أبو محمد وظاهر هذه الأقوال تخيل والله أعلم قال أبو حاتم وقد يمكن أن تكون حاميئة مهموزة بمعنى ذات حمأة فتكون القراءتان بمعنى واحد واستدل بعض الناس على أن ذا القرنين نبي بقوله تعالى ! 2 < قلنا يا ذا القرنين > 2 ! ومن قال إنه ليس بنبي قال كانت هذه المقالة من الله له بإلهام و ! 2 < إما أن تعذب > 2 ! بالقتل على الكفر ! 2 < وإما أن تتخذ فيهم حسنا > 2 ! إي بالإجمال على الإيمان واتباع الهدى فكأنه قيل له هذه لا تعطيها إلا إحدى خطتين إما أن تكفر فتعذبها وإما أن تؤمن فتحسن