@ 529 @ الطريق إلى الجزيرة في البحر وفيها وجد الخضر وظاهر الروايات والكتاب أنه إنما وجد الخضر في ضفة البحر يدل على ذلك قوله تعالى ! 2 < فارتدا على آثارهما قصصا > 2 ! وروي في قوله ! 2 < فلما جاوزا > 2 ! أن موسى عليه السلام نزل عند صخرة عظيمة في ضفة البحر فنسي يوشع الحوت هنالك ثم استيقظ موسى ورحلا مرحلة بقية الليل وصدر يومهما فجاع موسى ولحقه تعب الطريق فاستدعى الغداء قال أبي رضي الله عنه سمعت أبا الفضل الجوهري يقول في وعظه مشى موسى إلى المناجاة فبقي أربعين يوما لم يحتج إلى طعام ولما مشى إلى بشر لحقه الجوع في بعض يوم والنصب التعب والمشقة وقرأ عبد الله بن عبيد بن عمير نصبا بضم النون والصاد ويشبه أن يكون جمع نصب وهو تخفيف نصب وقوله ! 2 < أرأيت > 2 ! الآية حكى الطبري عن فرقة أنهة قالت الصخرة هي الشام عند نهر الذيب وقد تقدم ذكر الخلاف في موضع هذه القصة وقوله ! 2 < نسيت الحوت > 2 ! يريد نسيت ذكر ما جرى فيه لك وأما الكسائي وحده أنسانيه وقرأت فرقة أنسانيه وقرأ ابن كثير في الوصل أنسانيهي بياء بعد الهاء وفي مصحف عبد الله بن مسعود وما أنسانيه أن أذكركه إلا الشيطان . .
وقوله ! 2 < أن أذكره > 2 ! بدل من ! 2 < الحوت > 2 ! بدل اشتمال وقوله ! 2 < واتخذ سبيله في البحر عجبا > 2 ! يحتمل أن يكون من قول يوشع لموسى أي اتخذ الحوت سبيله عجبا للناس ويحتمل أن يكون قوله ! 2 < واتخذ سبيله في البحر > 2 ! تام الخبر فاستأنف التعجب فقال من قبل نفسه ! 2 < عجبا > 2 ! لهذا الأمر وموضع العجب أن يكون حوت قد مات وأكل شقه الأيسر ثم حيي بعد ذلك قال أبو شجاع في كتاب الطبري رأيته أتيت به فإذا هو شقة حوت وعين واحدة وشق آخر ليس فيه شيء . .
قال القاضي أبو محمد وأنا رأيته والشق الذي فيه شيء عليه قشرة رقيقة يشق تحتها شوكة وشقه الآخر ويحتمل أن يكون قوله ! 2 < واتخذ سبيله > 2 ! الآية إخبار من الله تعالى وذلك على وجهين إما أن يخبر عن موسى أنه اتخذ سبيل الحوت من البرح عجبا أي تعجب منه وإما أن يخبر عن الحوت أنه اتخذ سبيله عجبا للناس وقرأ أبو حيوة واتخاذ سبيله فهذا مصدر معطوف على الضمير في ! 2 < أذكره > 2 ! وقوله تعالى ! 2 < قال ذلك > 2 ! الآية المعنى قال موسى لفتاه أمر الحوت وفقده هو الذي كنا نطلب فإن الرجل الذي جئنا له ثم فرجعا يقصان أثرهما لئلا يخطئان طريقهما وقرأ الجمهور نبغي بثبوت الياء وقرأ عاصم وقوم نبغ دون ياء وكان الحسن يثبتها إذا وصل ويحذفها إذا وقف وقص الأثر اتباعه وتطلبه في موضع خفائه والعبد هو الخضر في قول الجمهور بمقتضى الأحاديث وخالف من لا يعتد بقوله فقال ليس صاحب موسى بالخضر بل هو عالم آخر والخضر نبي عند الجمهور وقيل هو عبد صالح غير نبي والآية تشهد بنبوته لأن بواطن أفعاله هل كانت إلا بوحي الله وروي في الحديث أن موسى عليه السلام وجد الخضر مسجى في ثوبه مستلقيا على الأرض فقال له السلام عليك فرفع الخضر رأسه وقال وأنى بأرضك السلام ثم قال له من أنت قال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل قال نعم قال له ألم يكن لك في بني إسرائيل ما يشغلك عن السفر إلى هنا قال بلى ولكني أحببت لقاءك وأن أتعلم منك قال له إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه أنا . .
قال القاضي أبو محمد كان علم الخضر معرفة بواطن قد أوحيت إليه لا تعطي ظواهر الأحكام أفعاله بحسبها . .
وكان علم موسى عليه السلام علم الأحكام والفتيا بظاهر أقوال الناس وأفعالهم . .
وروي أن موسى