@ 489 @ بني إسرائيل ) الأولين الذين جاءهم موسى وتكون إحالته إياه على سؤالهم بطلب إخبارهم والنظر في أحوالهم وما في كتبهم نحو قوله تعالى ! 2 < واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا > 2 ! وهذا كما تقول لمن تعظه سل الأمم الخالية هل بقي منها مخلد ونحو هذا مما يجعل النظر فيه مكان السؤال فال الحسن سؤالك نظرك في القرآن وقرأ ابن عباس فسأل بني إسرائيل أي فسأل موسى فرعون بني إسرائيل أي طلبهم لينجيهم من العذاب وقوله ! 2 < مسحورا > 2 ! اختلف فيه المتأولون فقالت فرقة هو مفعول على بابه أي إنك قد سحرت فكلامك مختل وما تأتي به غير مستقيم وقال الطبري هو مفعول بمعنى فاعل كما قال ! 2 < حجابا مستورا > 2 ! وكما قالوا مشؤوم وميمون وإنما هو شايم ويامن . .
قال القاضي أبو محمد وهذا لا يتخرج إلا على النسب إي ذا سحر ملكته وعلمته فأنت تأتي بهذه الغرائب لذلك وهذه مخاطبة تنقص فيستقيم أن يكون ! 2 < مسحورا > 2 ! مفعولا على ظاهره وعلى أن يكون بمعنى ساحر يعارضنا ما حكي عنهم أنهم قالوا له على جهة المدح ! 2 < يا أيها الساحر ادع لنا ربك > 2 ! فإما أن يكون القائلون هنالك ليس فيهم فرعون وإما أن يكون فيهم لكنه تنقل من تنقصه إلى تعظيمه وفي هذا نظر . .
قوله عز وجل $ سورة الإسراء 102 - 104 $ .
روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره أنه قرأ علمت بتاء المتكلم مضمومة وقال ما علم عدو الله قط وإنما علم موسى وتتقوى هذه القراءة لمن تأول ! 2 < مسحورا > 2 ! على بابه فلما رماه فرعون بأنه قد سحر ففسد نظره وعقله وكلامه رد هو عليه بأنه يعلم آيات الله وأنه ليس بمسحور بل محرر لما يأتي به وهي قراءة الكسائي وقرأ الجمهور لقد علمت بتاء المخاطب مفتوحة فكأن موسى علية السلام رماه بأنه يكفر عنادا ومن قال بوقوع الكفر عنادا فله تعلق بهذه الآية وجعلها كقوله عز وجل ! 2 < وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم > 2 ! وقد حكى الطبري ذلك عن ابن عباس ونحا إلى ذلك الزجاج وهي معرضة للاحتمال على ان يكون قول موسى عليه السلام إبلاغا على فرعون في التوبيخ أي أنت بحال من يعلم هذا وهي من الوضوح بحيث تعلمها ولم يكن ذلك على جهة الخبر عن علم فرعون ومن يريد من الآية وقوع الكفر عنادا فإنما يجعل هذا خبرا من موسى عن علم فرعون والإشارة ب ! 2 < هؤلاء > 2 ! إلى التسع الآيات وقوله ! 2 < بصائر > 2 ! جمع بصيرة وهي الطريقة أي طرائق يهتدي بها وكذلك غلب على البصيرة أنها تستعمل في طريقة النفس في نظرها واعتقادها ونصب ! 2 < بصائر > 2 ! على الحال والمبثور المهلك قاله مجاهد وقال ابن عباس والضحاك هو المغلوب وقال ابن زيد هو المخبول وروي عن ابن عباس أنه فسره بالملعون وقال بعض العلماء كان موسى عليه