@ 420 @ .
قوله عز وجل $ سورة النحل 98 - 103 $ الفاء في قوله ! 2 < فإذا > 2 ! واصلة بين الكلامين والعرب تستعملها في مثل هذا وتقدير الآية فإذا أخذت في قراءة القرآن كما قال عز وجل ! 2 < إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم > 2 ! وكما تقول لرجل إذا أكلت فقل بسم الله والاستعاذة ندب عند الجميع وحكى النقاش عن عطاء أن التعوذ واجب ولفظ الاستعاذة هو على رتبة الآية وقد ذكرت الخلاف الذي قيل فيه في صدر هذا الكتاب و ! 2 < الرجيم > 2 ! المرجوم باللغة وهو إبليس ثم أخبر الله تعالى أن إبليس ليس له ملكة ولا رياسة هذا ظاهر السلطان عندي في هذه الآية وذلك أن السلطان إن جعلناه الحجة فليس له حجة في الدنيا على أحد لا مؤمن ولا كافر اللهم إلا أن يتأول متأول ! 2 < ليس له سلطان > 2 ! يوم القيامة فيستقيم أن يكون بمعنى الحجة لأن إبليس له حجة على الكافرين أنه دعاهم بغير دليل فاستجابوا له من قبل أنفسهم وهؤلاء الذين لا سلطان ولا رياسة لإبليس عليهم هم المؤمنون أجمعون لأن الله لم يجعل سلطانه إلا على المشركين الذين يتولونه والسطلان منفي ها هنا في الإشراك إذ له عليهم ملكة ما في المعاصي وهم الذين قال الله فيهم ! 2 < إن عبادي ليس لك عليهم سلطان > 2 ! وهم الذين قال إبليس فيهم ! 2 < إلا عبادك منهم المخلصين > 2 ! و ! 2 < يتولونه > 2 ! معناه يجعلونه وليا والضمير فيه يحتمل أن يعود على اسم الله عز وجل والظاهر أنه يعود على اسم إبليس بمعنى من أجله وبسببه كما تقول لمعلمك أنا عالم بك أي بسببك فكأنه قال والذين هم بسببه مشركون بالله وهذا الإخبار بأن لا سلطان للشيطان على المؤمنين بعقب الأمر بالاستعاذة تقتضي أن الاستعاذة تتصرف كيده كأنها متضمنة للتوكل على الله والانقطاع إليه وقوله ! 2 < وإذا بدلنا آية مكان آية > 2 ! كان كفار مكة إذا نسخ الله لفظ آية بلفظ أخرى ومعناها وإن بقي لفظها لأن هذا كله يقع عليه التبديل يقولون لو كان هذا من عند الله لم يتبدل وإنما هو من افتراء محمد فهو يرجع من خطأيبدلونه إلى صواب يراه بعد فأخبر الله عز وجل أنه أعلم بما يصلح للعباد برهة من الدهر ثم ما يصلح لهم بعد ذلك وأنهم لا يعلمون هذا وقرأ الجمهور ينزل بفتح النون وشد الزاي وقرأ أبو عمرو بسكون النون وتخفيف الزاي وعبر ب الأكثر مراعاة لما كان عند قليل منهم من توقف وقلة مبالغة في التكذيب والظن ويحتمل أن يكون هذا اللفظ قرر على قليل منهم انهم يعلمون ويكفرون تمردا