@ 107 @ خوف وهذه الحال من الخوف المقارن هي القائدة إلى النجاة والذي أقول إن الرجاء في كل موضع على بابه وإن بيت الهذلي معناه لم يرج فقد لسعها فهو يبني عليه ويصبر إذ يعلم أنه لا بد منه وقوله ! 2 < ورضوا بالحياة الدنيا > 2 ! يريد كانت آخر همهم ومنتهى غرضهم وأسند الطبري عن قتادة أنه قال في تفسير هذه الآية إذا شئت رأيت هذا الموصوف صاحب دنيا لها يغضب ولها يرضى لوها يفرح ولها يهتم ويحزن فكأن قتادة صورها في العصاة ولا يترتب ذلك إلا مع تأول الرجاء على بابه إذ قد يكون العاصي المجلح مستوحشا من آخرته فأما على التأويل الأول فمن لا يخاف لقاء الله فهو كافر وقوله ! 2 < واطمأنوا بها > 2 ! تكميل في معنى القناعة بها والرفض لغيرها لأن الطمأنينة بالشيء هي زوال التحرك إلى غيره وقوله ! 2 < والذين هم عن آياتنا غافلون > 2 ! يحتمل أن يكون ابتداء إشارة إلى فرقة أخرى من الكفار وهؤلاء على هذا التأويل أضل صفقة لأنهم ليسوا أهل دنيا بل غفلة فقط ثم حتم عليهم بالنار وجعلها ! 2 < مأواهم > 2 ! وهو حيث يأوي الإنسان ويستقر ثم جعل ذلك بسبب كسبهم واجتراحهم وفي هذه اللفظة رد على الجبرية ونص على تعلق العقاب بالتكسب الذي للإنسان وقوله تعالى ! 2 < إن الذين آمنوا > 2 ! . .
الآية لما قرر تبارك وتعالى حالة الفرقة الهالكة عقب ذلك بذكر حالة الفرقة الناجية ليتضح الطريقان ويرى الناظر فرق ما بين الهدى والضلال وهذا كله لطف منه بعباده وقوله ! 2 < يهديهم > 2 ! لا يترتب أن يكون معناه يرشدهم إلى الإيمان لأنه قد قررهم مؤمنين فإنما الهدى في هذه الآية على أحد وجهين إما أنه يريد أن يديمهم ويثبتهم كما قال ! 2 < يا أيها الذين آمنوا آمنوا > 2 ! فإنما معناه اثبتوا وإما أن يريد يرشدهم إلى طرق الجنان في الآخرة وقوله ! 2 < بإيمانهم > 2 ! يحتمل أن يريد بسبب إيمانهم ويكون مقابلا لقوله قبل ! 2 < مأواهم النار بما كانوا يكسبون > 2 ! ويحتمل أن يكون الإيمان هو نفس الهدى أي يهديهم إلى طرق الجنة بنور إيمانهم قال مجاهد يكون لهم إيمانهم نورا يمشون به ويتركب هذا التأويل على ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم إن العبد المؤمن إذا قام من قبره للحشر تمثل له رجل جميل الوجه طيب الرائحة فيقول من أنت فيقول أنا عملك الصالح فيقوده إلى الجنة وبعكس هذا في الكافر ونحو هذا مما أسنده الطبري وغيره وقوله ! 2 < تجري من تحتهم الأنهار > 2 ! يريد من تحت علياتهم وغرفهم وليس التحت الذي هو بالمماسة بل يكون إلى ناحية من الإنسان كما قال تعالى ! 2 < جعل ربك تحتك سريا > 2 ! وكما قال حكاية عن فرعون ! 2 < وهذه الأنهار تجري من تحتي > 2 ! وقوله ! 2 < دعواهم > 2 ! الآية الدعوى بمعنى الدعاء يقال دعا الرجل وادعي بمعنى واحد قال سيبويه ^ وسبحانك اللهم ^ تقديس وتسبيح وتنزيه لجلاله عن كل ما لا يليق به وقال علي بن أبي طالب في ذلك هي كلمات رضيها الله تعالى لنفسه وقال طلحة بن عبيد الله قلت يا رسول الله ما معنى سبحان الله فقال معناها تنزيه الله من السوء وقد تقدم ذكر خلاف النحاة في ! 2 < اللهم > 2 ! وحكي عن بعض المفسرين أنهم رأوا أن هذه الكلمة إنما يقولها المؤمن في الجنة عندما يشتهي الطعام فإنه إذا رأى طائرا أو غير ذلك قال ! 2 < سبحانك اللهم > 2 ! فنزلت تلك الإرادة بين يديه فوق ما اشتهى رواه ابن جريج وسفيان بن عيينة وقوله ! 2 < وتحيتهم فيها سلام > 2 ! يريد تسليم بعضهم على بعض والتحية مأخوذة من تمني الحياة للإنسان والدعاء بها يقال حياة يحييه ومنه قول زهير بن جناب