@ 94 @ ابن ربعي وقد خرج حديثهم بكماله البخاري ومسلم وهو في السير فلذلك اختصرنا سوقة وهم الذين تقدم فيهم ! 2 < وآخرون مرجون > 2 ! ومعنى ^ خلفوا ^ أخروا وترك أمرهم ولم تقبل منهم معذرة ولا ردت عليهم فكأنهم خلفوا عن المعتذرين وقيل معنى ^ خلفوا ^ أي عن غزوة تبوك قاله قتادة وهذا ضعيف وقد رده كعب بن مالك بنفسه وقال معنى ^ خلفوا ^ تركوا عن قبول العذر وليس بتخلفنا عن الغزو ويقوي ذلك من اللفظة جعله إذا ضاقت غاية للتخليف ولم يكن ذلك عن تخليفهم عن الغزو وإنما ضاقت عليهم الأرض عن تخليفهم عن قبول العذر وقرأ الجمهور خلفوا بضم الخاء وشد اللام المكسورة وقرأ عكرمة بن هارون المخزومي وزر بن حبيش وعمرو بن عبيد وأبو عمرو أيضا خلفوا بفتح الخاء واللام غير مشددة وقرأ أبو مالك خلفوا بضم الخاء وتخفيف اللام المكسورة وقرأ أبو جعفر محمد بن علي وعلي بن الحسين وجعفر بن محمد وأبو عبد الرحمن خالفوا والمعنى قريب من التي قبلها وقال أبو جعفر ولو خلفوا لم يكن لهم ذنب وقرأ الأعمش وعلى الثلاثة المخلفين وقوله ! 2 < بما رحبت > 2 ! معناه برحبها كأنه قال على ما هي في نفسها رحبة فما مصدرية ! 2 < وضاقت عليهم أنفسهم > 2 ! استعارة لأن الغم والهم ملأها ! 2 < وظنوا > 2 ! في هذه الآية بمعنى أيقنوا وحصل علم لهم وقوله ! 2 < ثم تاب عليهم ليتوبوا > 2 ! لما كان هذا القول في تعديد نعمه بدا في ترتيبه بالجهة التي هي عن الله عز وجل ليكون ذلك منبها على تلقي النعمة من عنده لا رب غيره ولو كان القول في تعديد ذنب لكان الابتداء بالجهة التي هي عن المذنب كما قال الله تعالى ! 2 < فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم > 2 ! ليكون هذا أشد تقريرا للذنب عليهم وهذا من فصاحة القرآن وبديع نظمه ومعجز اتساقه وبيان هذه الآية ومواقع ألفاظها إنما يكمل مع مطالعة حديث الثلاثة الذين خلفوا في الكتب التي ذكرنا وإنما عظم ذنبهم واستحقوا عليه ذلك لأن الشرع يطلبهم من الجد فيه بحسب منازلهم منه وتقدمهم فيه إذ هم أسوة وحجة للمنافقين والطاعنين إذ كان كعب من أهل العقبة وصاحباه من أهل بدر . .
وفي هذا يقتضي أن الرجل العالم والمقتدى به أقل عذرا في السقوط من سواه وكتب الأوزاعي رحمه الله إلى المنصور أبي جعفر في آخر رسالة واعلم أن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تزيد حق الله عليك إلا عظما ولا طاعته إلا وجوبا ولا الناس فيما خالف ذلك منك إلا إنكارا والسلام ولقد أحسن القاضي التنوخي في قوله .
( والعيب يعلق بالكبير كبير % ) + الكامل + .
وفي بعض طرق حديث الثلاثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ليلة نزول توبتهم في بيت أم سلمة وكانت لهم صالحة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سلمة تيب على كعب بن مالك وصاحبيه فقالت يا رسول الله ألا أبعث إليهم فقال إذا يحطمكم الناس سائر الليلة فيمنعوكم النوم وقوله تعالى ! 2 < يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين > 2 ! هذا الأمر بالكون مع أهل الصدق حسن بعد قصة الثلاثة حين نفعهم الصدق وذهب بهم عن منازل المنافقين فجاء هذا الأمر اعتراضا في أثناء