@ 89 @ في قوله أن تعبد الله كأنك تراه الحديث وبأدنى عبادة يؤديها المرء المسلم يقع عليه اسم عابد ويحصل في أدنى رتبته وعلى قدر زيادته في العبادة يحصل الوصف و ! 2 < الحامدون > 2 ! معناه الذاكرون لله بأوصافه الحسنى في كل حال وعلى السراء والضراء وحمده لأنه أهل لذلك وهو أعم من الشكر إذ الشكر إنما هو على النعم الخاصة بالشاكر و ! 2 < السائحون > 2 ! معناه الصائمون وروي عن عائشة أنها قالت سياحة هذه الأمة الصيام وأسنده الطبري وروي أنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث إن لله ملائكة سياحين مشائين في الآفاق يبلغوني صلاة أمتي علي ويروى الحديث صياحين بالصاد من الصياح والسياحة في الأرض مأخوذ من السيح وهو الماء الجاري على الأرض إلى غير غاية وقال بعض الناس وهو في كتاب النقاش ! 2 < السائحون > 2 ! هم الجائلون بأفكارهم في قدرة الله وملكوته وهذا قول حسن وهي من أفضل العبادات ومن ذلك قول معاذ بن جبل اقعد بنا نؤمن ساعة ويروى أن بعض العباد اخذ القدح ليتوضأ لصلاة الليل فأدخل أصبعه في أذن القدح وجعل يفكر حتى طلع الفجر فقيل له في ذلك فقال أدخلت أصبعي في أذن القدح فتذكرت قول الله تعالى ! 2 < إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل > 2 ! وفكرت كيف أتلقى الغل وبقيت في ذلك ليلي أجمع و ! 2 < الراكعون الساجدون > 2 ! هم المصلون الصلوات الخمس كذا قال أهل العلم ولكن لا يختلف في أن من يكثر النوافل هو أدخل في الاسم وأغرق في الاتصاف وقوله ! 2 < الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر > 2 ! هو أمر فرض على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالجملة ثم يفترق الناس فيه مع التعيين فأما ولاة الأمر والرؤساء فهو فرض عليهم في كل حال وأما سائر الناس فهو فرض عليهم بشروط منها أن لا تلحقه مضرة وأن يعلم أن قوله يسمع ويعمل به ونحو هذا ثم من تحمل بعد في ذات الله مشقة فهو اعظم أجرا وأسند الطبري عن بعض العلماء أنه قال حيثما ذكر الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو الأمر بالإسلام والنهي عن الكفر . .
قال القاضي أبو محمد ولا شك أنه يتناول هذا وهو أحرى إذ يتناول ما دونه فتعميم اللفظ أولى وأما هذه الواو التي في قوله ! 2 < والناهون > 2 ! ولم يتقدم في واحدة من الصفات قبل فقيل معناها الربط بين هاتين الصفتين وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذ هما من غير قبيل الصفات الأول . .
قال القاضي أبو محمد لأن الأول فيما يخص المرء وهاتان بينه وبين غيره ووجب الربط بينهما لتلازمهما وتناسبهما وقيل هي زائدة وهذا قول ضعيف لا معنى له وقيل هي واو الثمانية لأن هذه الصفة جاءت ثامنة في الرتبة ومن هذا قوله في أبواب الجنة ! 2 < وفتحت أبوابها > 2 ! وقوله ! 2 < وثامنهم كلبهم > 2 ! ومن هذا قوله ! 2 < ثيبات وأبكارا > 2 ! .
قال القاضي أبو محمد على أن هذه تعترض حتى لا يلزم أن يكون واو ثمانية لأنها فرقت بين فصلين يعمان بمجموعهما جميع النساء ولا يصح أن يكون ^ ثيبات أبكارا ^ فهي فاصلة ضرورة وواو الثمانية قد ذكرها ابن خالويه في مناظرته لأبي علي الفارسي في معنى قوله ! 2 < وفتحت أبوابها > 2 ! وأنكرها أبو علي وحدثني أبي رضي الله عنه عن الأستاذ أبي عبد الله الكفيف المالقي وكان ممن استوطن غرناطة وقرأ فيها في مدة ابن حبوس أنه قال هي لغة فصيحة لبعض العرب من