@ 39 @ .
( صدقوا ) يريد استئذانك وأنك لو لم تأذن لهم خرجوا معك وقوله ! 2 < وتعلم الكاذبين > 2 ! يريد في أنهم استأذنوك يظهرون لك انهم يقفون عند حدك وهم كذبة قد عزموا على العصيان أذنت لهم أو لم تأذن وقال الطبري معناه حتى تعلم الصادقين في أن لهم عذرا والكاذبين في أن لا عذر لهم . .
قال القاضي أبو محمد وعلى هذا التأويل يختلط المتعذرون وقد قدمنا أن فيهم مؤمنين كالمستأذنين وهم لا يؤمنون بالله واليوم الآخر والأول أصوب والله أعلم . .
وأدخل الطبري أيضا في تفسير هذه الآية عن قتادة أن هذه الآية نزلت بعدها الآية الأخرى في سورة النور ! 2 < فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم > 2 ! . .
قال القاضي أبو محمد وهذا غلط لأن آية النور نزلت سنة أربع من الهجرة في غزوة الخندق في استئذان بعض المؤمنين رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض شأنهم في بيوتهم في بعض الأوقات فأباح الله له أن يأذن فتباينت الآيتان في الوقت والمعنى وقوله ! 2 < لا يستأذنك > 2 ! الآية نفي عن المؤمنين ان يستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في التخلف دون عذر كما فعل الصنف المذكور من المنافقين وقوله ! 2 < أن يجاهدوا > 2 ! يحتمل أن تكون ! 2 < أن > 2 ! في موضع نصب على معنى لا يستأذنون في التخلف كراهية أن يجاهدوا قال سيبويه ويحتمل أن تكون في موضع خفض . .
قال القاضي أبو محمد على معنى لا يحتاجون إلا أن يستأذنوا في أن يجاهدوا بل يمضون قدما أي فهم أحرى ألا يستأذنوا في التخلف ثم أخبر بعلمه تعالى ! 2 < بالمتقين > 2 ! وفي ذلك تعيير للمنافقين وطعن عليهم بين . .
قوله عز وجل $ التوبة 45 - 47 $ .
هذه الآية تنص على أن المستأذنين إنما هم مخلصون للنفاق ! 2 < وارتابت قلوبهم > 2 ! معناه شكت والريب نحو الشك و ! 2 < يترددون > 2 ! أي يتحيرون لا يتجه لهم هدى ومن هذه الآية نزع أهل الكلام في حد الشك أنه تردد بين أمرين والصواب في حده أنه توقف بين أمرين والتردد في الآية إنما هو في ريب هؤلاء المنافقين إذ كانوا تخطر لهم صحة أمر النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا وأنه غير صحيح أحيانا ولم يكونوا شاكين طالبين للحق لأنه كان يتضح لهم لو طلبوه بل كانوا مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء كالشاة الحائرة بين الغنمين وأيضا فبين الشك والريب فرق ما وحقيقة الريب إنما هو الأمر يستريب به