@ 539 @ .
وقال الحسن رأى إبليس جبريل يقود فرسه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو معتجر ببردة وفي يده اللجام وقوله ! 2 < إني أخاف الله > 2 ! قيل إن هذه معذرة منه كاذبة ولم تلحقه قط مخافة قاله قتادة وابن الكلبي وقال الزجاج وغيره بل خاف مما رأى من الأمر وهوله وأنه يومه الذي أنظر إليه ويقوي هذا أنه رأى خرق العادة ونزول الملائكة للحرب وحكى الطبري بسنده أنه لما انهزم المشركون يوم بدر حين رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبضة من التراب وجوه الكفار أقبل جبريل صلى الله عليه وسلم إلى إبليس فلما رآه إبليس وكانت يده في يد رجل من المشركين انتزع يده ثم ولى مدبرا فقال له الرجل أي سراقة تزعم أنك لنا جار فقال ! 2 < إني أرى ما لا ترون > 2 ! الآية ثم ذهب وقوله تعالى ! 2 < إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض > 2 ! الآية العامل في ! 2 < إذ > 2 ! ! 2 < زين > 2 ! أو ! 2 < نكص > 2 ! لأن ذلك الموقف كان ظرفا لهذه الأمور كلها وقال المفسرون إن هؤلاء الموصوفين بالنفاق ومرض القلوب إنما هم من أهل عسكر الكفار لما أشرفوا على المسلمين ورأوا قلتهم وقلة عددهم قالوا مشيرين إلى المسلمين ! 2 < غر هؤلاء دينهم > 2 ! أي اغتروا فأدخلوا نفوسهم فيما لا طاقة لهم به .
قال القاضي أبو محمد والنفاق أخص من مرض القلب لأن مرض القلب مطلق على الكافر وعلى من اعترضته شبهة وعلى من بينهما وكني بالقلوب عن الاعتقادات إذ القلوب محلها وروي في نحو هذا التأويل عن الشعبي أن قوما ممن كان الإسلام داخل قلوبهم خرجوا مع المشركين إلى بدر منهم من أكره ومنهم من داجى وداهن فلما أشرفوا على المسلمين ورأوا قلتهم ارتابوا واعتقدوا أنهم مغلوبون فقالوا ! 2 < غر هؤلاء دينهم > 2 ! قال مجاهد منهم قيس بن الوليد بن المغيرة وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة والحارث بن زمعة بن الأسود وعلي بن أمية بن خلف والعاصي بن أمية .
قال القاضي أبو محمد ولم يذكر أحد ممن شهد بدرا بنفاق إلا ما ظهر بعد ذلك من معتب بن قشير أخي بني عمرو بن عوف فإنه القائل يوم أحد ^ لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا ^ وقد يحتمل أن يكون منافقو المدينة لما وصلهم خروج قريش في قوة عظيمة قالوا عن المسلمين هذه المقالة فأخبر الله بها نبيه في هذه الآية ثم أخبر الله عز وجل بأن من توكل على الله واستند إليه فإن عزة الله تعالى وحكمته كفيلة بنصره وشد أعضاده وخرجت العبارة عن هذا المعنى بأوجز لفظ وأبلغه .
قوله عز وجل $ سورة الأنفال 50 51 52 $ .
هذه الآية تتضمن التعجيب مما حل بالكفار يوم بدر قاله مجاهد وغيره وفي ذلك وعيد لمن بقي