@ 493 @ يحتمل أن يعود الضميران جميعا على الكفار كما ذكرناه عن قتادة ويحتمل أن يعودا جميعا على الشياطين ويكون المعنى وإخوان الشياطين في الغي بخلاف الأخوة في الله يمدون الشياطين أي بطاعتهم لهم وقبولهم منهم ولا يترتب هذا التأويل على أن يتعلق في الغي بالإمداد لأن الإنس لا يغوون الشياطين والمراد بهذه الآية وصف حالة الكفار مع الشياطين كما وصف حالة المتقين معهم قبل وقرأ جميع السبعة غير نافع يمدونهم من مددت وقرأ نافع وحده يمدونهم بضم الياء من أمددت فقال أبو عبيدة وغيره مد الشيء إذا كانت الزيادة من جنسه وأمده شيء آخر .
قال القاضي أبو محمد وهذا غير مطرد وقال الجمهور هما بمعنى واحد إلا أن المستعمل في المحبوب أمد فمنه قوله تعالى ! 2 < أنما نمدهم به من مال وبنين > 2 ! وقوله ! 2 < وأمددناهم بفاكهة > 2 ! وقوله ^ أتمدونني بمال ^ والمستعمل في المكروه مد فمنه قوله تعالى ! 2 < ويمدهم في طغيانهم > 2 ! ومد الشيطان للكفرة في الغي هو التزيين لهم والإغواء المتتابع فمن قرأ في هذه الآية يمدونهم بضم الميم فهو على المنهاج المستعمل ومن قرأ يمدونهم فهو مقيد بقوله في الغي كما يجوز أن تقيد البشارة فتقول بشرته بشر وقرأ الجحدري يمادونهم وقوله ! 2 < ثم لا يقصرون > 2 ! عائد على الجمع أي هؤلاء لا يقصرون في الطاعة للشياطين والكفر بالله عز وجل وقرأ جمهور الناس يقصرون من أقصر وقرأ ابن أبي عبلة وعيسى بن عمر يقصرون من قصر .
وقوله ^ وإذا لم تأتهم الآية ^ سببها فيما روي أن الوحي كان يتأخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا فكان الكفار يقولون هلا اجتبيتها ومعنى اللفظة في كلام العرب تخيرتها واصطفيتها وقال ابن عباس وقتادة ومجاهد وابن زيد وغيرهم المراد بهذه اللفظة هلا اخترتها واختلقتها من قبلك ومن عند نفسك .
والمعنى إذ كلامك كله كذلك على ما كانت قريش تزعمه وقال ابن عباس أيضا والضحاك المراد هلا تلقيتها من الله وتخيرتها عليه إذ تزعم أنك نبي وأن منزلتك عنده منزلة الرسالة فأمره الله عز وجل أن يجيب بالتسليم لله تعالى وأن الأمر في الوحي إليه ينزله متى شاء لا معقب لحكمه في ذلك فقال ! 2 < قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي > 2 ! ثم أشار بقوله هذا إلى القرآن ثم وصفه بأنه ! 2 < بصائر > 2 ! أي علامات هدى وأنوار تضيء القلوب وقالت فرقة المعنى هذا ذو بصائر ويصح الكلام دون أن يقدر حذف مضاف لأن المشار إليه بهذا هو سور وآيات وحكم وجازت الإشارة إليه بهذا من حيث اسمه مذكر وجازوصفه ب ! 2 < بصائر > 2 ! من حيث هو سور وآيات ! 2 < وهدى ورحمة لقوم يؤمنون > 2 ! أي لهؤلاء خاصة قال الطبري وأما من لا يؤمن فهو عليه عمى عقوبة من الله تعالى .
قوله عز وجل $ سورة الأعراف 204 205 $