@ 218 @ واختصارها أن أبرهة ملك الحبشة بني بيتا باليمن وأراد أن يحج الناس إليه كما يحجون إلى الكعبة فذهب أعرابي وأحدث في البيت فغضب أبرهة وحلف أن يهدم الكعبة فاحتفل في جموعة وركب الفيل وقصد مكة فلما وصل قريبا منها فر أهلها إلى الجبال وأسلموا له الكعبة وأخذ لعبد المطلب مائتي بعير فكلمه فيها فقال له كيف تكلمني في الإبل ولا تكلمني في الكعبة وقد جئت لهدمها وهي شرفك وشرف قومك فقال له أنا رب الإبل وإن للبيت ربا سيمنعه فبرك الفيل بذي الغميس ولم يتوجه إلى مكة فكانوا إذا وجهوه إلى غيرها هرول وإذا وجهوه إليها توقف ولو بضعوه بالحديد فبينما هم كذلك أرسل الله عليهم طيورا سودا وقيل خضرا عند كل طائر ثلاثة أحجار في منقاره ورجليه فرمتهم الطيور بالحجارة فكان الحجر يقتل من وقع عليه وروى أنه كان يدخل في رأسه ويخرج من دبره ووقع في سائرهم الجدري والأسقام وانصرفوا فماتوا في الطريق متفرقين في المراحل وتقطع أبرهة أنملة أنملة ! 2 < ألم تر كيف > 2 ! معناه ألم تعلم وكيف في موضع نصب بفعل ربك لا بألم تر والجملة معمول ألم تر ! 2 < في تضليل > 2 ! أي إبطال وتخسير ! 2 < أبابيل > 2 ! معناه جماعات شيئا بعد شئ قال الزمخشري واحدها أبلة وقال جمهور الناس هو جمع لا واحد له من لفظه ! 2 < بحجارة > 2 ! روى أن كل حجر منها كان فوق العدسة ودون الحمصة قال ابن عباس إنه أدرك عند أم هانئ نحو قفتين من هذه الحجارة وأنها كانت مخططة بحمرة وروى أنه كان على كل حجر اسم من يقع عليه مكتوبا ^ سجيل ^ قد ذكر ! 2 < كعصف مأكول > 2 ! العصف ورق الزرع وتبنه والمراد أنهم صاروا رميما وفي تشبيههم به ثلاثة أوجه الأول أنه شبههم بالتين إذا أكلته الدواب ثم راثته فجمع التلف والخسة ولكن الله كنى عن هذا على حسب أدب القرآن الثاني أنه أراد ورق الزرع إذا أكلته الدود الثالث أنه أراد كعصف مأكول زرعه وبقي هو لا شئ $ سورة قريش $ .
! 2 < لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف > 2 ! قريش هم حى من عرب الحجاز الذين هم من ذرية معد بن عدنان إلا أنه لا يقال قريشي إلا لمن كان من ذرية النضر بن كنانة وهم ينقسمون إلى إفخاذ وبيوت نحو بني هاشم وبني أمية وبني مخزوم وغيرهم وإنما سميت القبيلة قريشا لتقرشهم والتقرش التكسب وكانوا تجارا وعن معاوية أنه سأل ابن عباس لم سميت قريش قريشا قال لدابة في البحر تأكل ولا تؤكل وتعلو ولا تعلى وكانوا ساكنين بمكة وكان لهم رحلتان في كل عام للتجارة رحلة في الشتاء إلى اليمن ورحلة في الصيف إلى الشام وقيل كانت الرحلتان جميعا إلى الشام وقيل كانوا يرحلون في الصيف إلى الطائف حيث الماء والظل فيقيمون بها ويرحلون في الشتاء إلى مكة لسكناهم بها والإيلاف مصدر من قولك آلفت المكان إذا ألفته وقيل هو منقول منه بالهمزة يقال ألف الرجل الشئ وألفه إياه غيره فالمعنى على القول الأول أن قريشا ألفوا رحلة الشتاء والصيف وعلى الثاني أن الله ألفهم الرحلتين واختلف في تعلق قوله لإيلاف قريش على ثلاثة أقوال أحدها أنه يتعلق بقوله فليعبدوا والمعنى فليعبدوا الله من أجل إيلافهم الرحلتين فإن ذلك نعمة من الله عليهم الثاني أنه يتعلق بمحذوف تقديره اعجبوا لإيلاف قريش الثالث أنه