@ 160 @ العرب يقولون النذير العريان للنذير الذي يكون في غاية الجد والتشمير والنذير بالثياب ضد هذا فكأنه تنبيه على ما يجب من التشمير وقيل إن هذه أول سورة نزلت من القرآن والصحيح أن سورة اقرأ نزلت قبلها ! 2 < قم فأنذر > 2 ! أي أنذر الناس وهذه بعثة عامة ! 2 < وربك فكبر > 2 ! أي عظمه ويحتمل أن يريد قول الله أكبر ويؤيد ذلك ما روى عن أبي هريرة أن المسلمين قالوا بم نفتتح صلاتنا فنزلت وربك فكبر وقوله وربك فكبر من المقلوب الذي يقرأ من أوله وآخره ! 2 < وثيابك فطهر > 2 ! فيه ثلاثة أقوال أحدها أنه حقيقة في تطهير الثياب من النجاسة واختلف في هذا هل يحمل على الوجوب فتكون إزالة النجاسة واجبة أو على الندب فتكون سنة والآخر أنه يراد به الطهارة من الذنوب والعيوب فالثياب على هذا مجاز الثالث أن معناه لا تلبس الثياب من مكسب خبيث ! 2 < والرجز فاهجر > 2 ! فيه ثلاثة أقوال أحدها أن الرجز الأوثان روى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قول عائشة والآخر أن الرجز السخط والعذاب وهذا أصله في اللغة فمعناه اهجر ما يؤدي إليه ويوجبه الثالث أنه المعاصي والفجور قال بعضهم كل معصية رجز ! 2 < ولا تمنن تستكثر > 2 ! يحتمل قوله تمنن أن يكون بمعنى العطاء أو بمعنى المن وهو ذكر العطاء وشبهه أو بمعنى الضعف فإن كان بمعنى العطاء ففيه وجهان أحدهما أن معناه لا تعط شيئا لتأخذ أكثر منه قال بعضهم هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ومباح لأمته والآخر لا تعط الناس عطاء وتستكثره لأن الكريم يستقل ما يعطى وإن كثيرا وإن كان من المن بالشئ ففيه وجهان الأول لا تمنن على الناس بنبوتك تستكثر بأجر أو مكسب تطلبه الثاني لا تمنن على الله بعملك تستكثر أعمالك وتقع لك بها إعجاب وإن كان من الضعف فمعناه لا تضعف عن تبليغ الرسالة وتستكثر ما حملناك من ذلك ! 2 < ولربك فاصبر > 2 ! أي اصبر لوجهه وطلب رضاه ويحتمل أن يريد الصبر على المكاره والمصائب أو على إذاية الكفار له أو على العبادة ! 2 < فإذا نقر في الناقور > 2 ! يعني نفخ في الصور ويحتمل أن يريد النفخة الأولى والثانية ! 2 < ذرني ومن خلقت وحيدا > 2 ! هذا وعيد وتهديد ونزلت الآية في الوليد بن المغيرة باتفاق وفي معنى وحيدا ثلاثة أقوال أحدها روى أنه كان يلقب الوحيد أي لا نظير له في ماله وشرفه وكونه وحيدا نعمة عددها الله عليه الثاني أن معناه خلقته منفردا ذليلا الثالث أن معناه خلقته وحدي فوحيدا على هذا من صفة الله تعالى وإعرابه على هذا حال من الضمير الفاعل في قوله خلقت وهو على القولين الأولين حال من الضمير المفعول ! 2 < وجعلت له مالا ممدودا > 2 ! أي كثيرا واختلف في مقداره فقيل ألف دينار وقيل عشرة آلاف دينار وقيل يعني الأرض لأنها مدت ! 2 < وبنين شهودا > 2 ! أي حضورا وروى أنه كان له عشرة من الأولاد وقيل ثلاثة عشرة لا يفارقونه وأسلم منهم ثلاثة وهم خالد وهشام وعمار ! 2 < ومهدت له تمهيدا > 2 ! أي بسطت له في الدنيا بالمال والقوة وطيب العيش ! 2 < ثم يطمع أن أزيد > 2 ! أي يطمع في الزيادة على ما أعطاه الله وهذا غاية الحرص