@ 114 @ الاستثناء فهو من جملة ماأمروا أن يقتدوا به ! 2 < ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا > 2 ! في معناه قولان أحدهما لا تنصرهم علينا فيكون ذلك لهم فتنة وسبب ضلالهم لأنهم يقولون غلبناهم فيكون ذلك لهم لأنا على الحق وهم على الباطل والآخر لا تسلطهم علينا فيفتنونا عن ديننا ورجح ابن عطية هذا لأنه دعاء لأنفسهم وأما على القول الأول فهو دعاء للكفار ولكن مقصدهم ليس الدعاء للكفار وإنما هو دعاء لأنفسهم بالنصر بحيث لا يفتتن الكفار بذلك ! 2 < عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة > 2 ! لما أمر الله المسلمين بعداوة الكفار ومقاطعتهم فامتثلوا ذلك على ما كان بينهم وبين الكفار من القرابة فعلم الله صدقهم فآنسهم بهذه الآية ووعدهم بأن يجعل بينهم مودة وهذه المودة كملت في فتح مكة فإنه أسلم حينئذ سائر قريش وقيل المودة تزوج النبي صلى الله عليه وسلم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب سيد قريش ورد ابن عطية هذا القول بأن تزوج أم حبيبة كان قبل نزول هذه الآية ^ لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ^ رخص الله للمسلمين في مبرة من لم يقاتلهم من الكفار واختلف فيهم على أربعة أقوال الأول أنهم قبائل من العرب منهم خزاعة وبنو الحارث بن كعب كانوا قد صالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يقاتلوه ولا يعينوا عليه الثاني أنهم كانوا من كفار قريش لم يقاتلوا المسلمين ولا أخرجوهم من مكة والآية على هذين القولين منسوخة بالقتال الثالث أنهم النساء والصبيان وفي هذا ورد أن أسماء بنت أبي بكر الصديق قالت يا رسول الله إن أمي قدمت على وهي مشركة أفأصلها قال نعم صلي أمك الرابع أنه أراد من كان بمكة من المؤمنين الذين لم يهاجروا وأما الذين نهى الله عن مودتهم لأنهم قاتلوا المسلمين وظاهروا على إخراجهم فهم كفار قريش ! 2 < يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن > 2 ! أي اختبروهن لتعلموا صدق إيمانهن وإنما سماهن مؤمنات لظاهر حالهن وقد اختلف في هذا الامتحان على ثلاثة أقوال أحدها أن تستحلف المرأة أنها ما هاجرت لبغضها في زوجها ولا لخوف وغير ذلك من أعراض الدنيا سوى حب الله ورسوله والدار الآخرة والثاني أن يعرض عليها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله والثالث أن تعرض عليها الشروط المذكورة بعد هذا من ترك الإشراك والسرقة وقتل أولادهن وترك الزنا والبهتان والعصيان فإذا أقرت بذلك فهو امتحانها قالته عائشة رضي الله تعالى عنها ! 2 < فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار > 2 ! نزلت هذه الآية أثر صلح الحديبية وكان ذلك الصلح قد تضمن أن يرد المسليمن إلى الكفار وكل من جاء