@ 110 @ المهاجرون وأنهم يحبون المهاجرين ^ والذين جاؤامن بعدهم ^ هذا معطوف على المهاجرين والأنصار المذكورين قبل فالمعنى أن الفئ للمهاجرين والأنصار ولهؤلاء الذين جاءوا من بعدهم ويعنى بهم الفرقة الثالثة من الصحابة وهم من عدا المهاجرين والأنصار كالذين أسلموا يوم فتح مكة وقيل يعني من جاء بعد الصحابة وهم التابعون ومن تبعهم إلى يوم القيامة وعلى هذا حملها مالك فقال إن من قال في أحد من الصحابة قول سوء فلاحظ له في الغنيمة والفئ لأن الله وصف الذين جاؤوا بعد الصحابة بأنهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان فمن قال ضد ذلك فقد خرج عن الذين وصفهم الله ! 2 < ألم تر إلى الذين نافقوا > 2 ! الآية نزلت في عبد الله ابن أبي بن سلول وقوم من المنافقين بعثوا إلى بني النضير وقالوا لهم اثبتوا في حصونكم فإنا معكم كيف ما تقلبت حالكم ! 2 < ولا نطيع فيكم أحدا أبدا > 2 ! أي لا نسمع فيكم قول قائل ولا نطيع من يأمرنا بخذلانكم ثم كذبهم الله في هذه المواعيد التي وعدوا بها فإن قيل كيف قال لئن نصروهم ليولن الأدبار بعد قوله لاينصرونهم فالجواب أن المعنى على الفرض والتقدير أي لو فرضنا أن ينصروهم لولوا الأدبار ! 2 < لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله > 2 ! الرهبة هي الخوف والمعنى أن المنافقين واليهود يخافون الناس أكثر مما يخافون الله ! 2 < لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر > 2 ! أي لا يقدرون على قتالكم مجتمعين إلا وهم في قرى محصنة بالأسوار والخنادق أو من وراء الحيطان دون أن يخرجوا إليكم ! 2 < بأسهم بينهم شديد > 2 ! يعني عداوة بعضهم لبعض ! 2 < تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى > 2 ! أي تظن أنهم مجتمعون بالألفة والمودة وقلوبهم متفرقة بالمخالفة والشحناء ! 2 < كمثل الذين من قبلهم قريبا > 2 ! أي هؤلاء اليهود كمثل الذين من قبلهم يعني يهود بني قينقاع فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلاهم عن المدينة قبل بني النضير فكانوا أمثالهم وقيل يعني أهل بدر الكفار فإنهم قبلهم ومثلا لهم في أن غلبوا وقهروا والأول أرجح لأن قوله قريبا يقتضي أنهم كانوا قبلهم بمدة يسيره وذلك أوقع على بني قينقاع وأيضا فإن تمثيل بني النضير ببني قينقاع أليق لأنهم يهود مثلهم وأخرجوا من ديارهم كما فعل بهم وذلك هو المراد بقوله ! 2 < ذاقوا وبال أمرهم > 2 ! وقريبا ظرف زمان ! 2 < كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر > 2 ! مثل الله المنافقين الذين أغووا يهود بني النضير ثم خذلوهم بعد ذلك بالشيطان فإنه يغوي ابن آدم ثم يتبرأ منه والمراد بالشيطان والإنسان هنا الجنس وقيل أراد الشيطان الذي أغوى قريشا يوم بدر وقال لهم إني جار لكم وقيل المراد بالإنسان برصيص العابد فإنه استودع امرأة فزين له الشيطان