@ 50 @ عليهم وعلى أقاربهم من المسلمين وروى أن الله لم يذكر واحدا منهم باسمه ( ولتعرفنهم في لحن القول ) معنى لحن القول مقصده وطريقته وقيل اللحن هو الخفي المعنى كالكناية والتعريض والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم سيعرفهم من دلائل كلامهم وإن لم يعرفه الله بهم على التعيين ! 2 < ولنبلونكم > 2 ! أي نختبركم ! 2 < حتى نعلم > 2 ! أي نعلمه علما ظاهرا في الوجود تقوم به الحجة عليكم وقد علم الله الأشياء قبل كونها ولكنه أراد إقامة الحجة على عباده بما يصدر منهم وكان الفضيل بن عياض إذا قرأ هذه الآية بكى وقال اللهم لا تبتلينا فإنك إذا ابتليتنا فضحتنا وهتكت أستارنا ! 2 < وشاقوا الرسول > 2 ! أي خالفوة وعادوه ونزلت الآية في المنافقين وقيل في اليهود ! 2 < ولا تبطلوا أعمالكم > 2 ! يحتمل أربعة معان أحدها لاتبطلوا أعمالكم بالكفر بعد الإيمان والثاني لاتبطلوا حسناتكم بفعل السيئات ذكره الزمخشري وهذا على مذهب المعتزلة خلافا للأشعرية فإن مذهبهم أن السيئات لاتبطل الحسنات والثالث لا تبطلوا أعمالكم بالرياء والعجب والرابع لا تبطلوا أعمالكم بأن تقتطعوها قبل تمامها وعلى هذا أخذ الفقهاء الآية وبهذا يستدلون على أن من ابتدأ نافلة لم يجز له قطعها وهذا أبعد هذه المعاني والأول أظهر لقوله قبل ذلك في الكفار أو المنافقين وسيحبط أعمالهم فكأنه يقول يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا أعمالكم مثل هؤلاء الذين أحبط الله أعمالهم بكفرهم وصدهم عن سبيل الله ومشاقتهم الرسول ! 2 < فلن يغفر الله لهم > 2 ! هذا قطع بأن من مات على الكفر لا يغفر الله له وقد أجمع المسلمون على ذلك ! 2 < فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم > 2 ! أي لا تضعفوا عن مقاتلة الكفار وتبتدئوهم بالصلح فهو كقوله ! 2 < وإن جنحوا للسلم فاجنح لها > 2 ! ! 2 < ولن يتركم أعمالكم > 2 ! أي لن ينقصكم أجور أعمالكم يقال وترت الرجل أتراه إذا نقصته شيئا أو أذهبت له متاعا ! 2 < ولا يسألكم أموالكم > 2 ! أي لا يسألكم جميعها إنما يسألكم ما يخف عليكم مثل ربع العشر وذلك خفيف ! 2 < إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا > 2 ! معنى يحفكم يلح عليكم والإحفاء أشد السؤال وتبخلوا جواب الشرط ! 2 < ويخرج أضغانكم > 2 ! الفاعل الله تعالى أو البخل والمعنى يخرج ما في قلوبكم من البخل وكراهة الإنفاق ! 2 < هؤلاء > 2 ! منصوب على التخصيص أو منادى ! 2 < لتنفقوا في سبيل الله > 2 ! يعني الجهاد والزكاة ^ ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه ^ أي إنما ضرر بخل على نفسه فكأنه بخلى على نفسه بالثواب الذي يستحقه بالإنفاق ! 2 < وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم > 2 ! أي يأت بقوم على خلاف صفتكم بل راغبين في الإنفاق في سبيل الله فقيل إن هذا الخطاب لقريش