@ 30 @ ! 2 < لحكمهم > 2 ! الضمير لداود وسليمان والمتخاصمين وقيل لداود وسليمان خاصة على أن يكون أقل الجمع اثنان ! 2 < ففهمناها سليمان > 2 ! تخاصم إلى داود رجلان دخلت غنم أحدهما على زرع الآخر بالليل فأفسدته فقضى داود بأن يأخذ صاحب الزرع الغنم ووجه هذا الحكم أن قيمة الزرع كانت مثل قيمة الغنم فخرج الرجلان على سليمان وهو بالباب فأخبراه بما حكم به أبوه فدخل عليه فقال يا نبي الله لو حكمت بغير هذا كان أرفق للجميع قال وما هو قال يأخذ صاحب الغنم الأرض ليصلحها حتى يعود زرعها كما كان ويأخذ صاحب الزرع الغنم وينتفع بألبانها وصوفها ونسلها فإذا أكمل الزرع ردت الغنم إلى صاحبها والأرض بزرعها إلى ربها فقال له داود وفقت يا بني وقضى بينهما ذلك ووجه حكم سليمان أنه جعل الانتفاع بالغنم بإزاء ما فات من الزرع وواجب على صاحب الغنم أن يعمل في الحرث حتى يزول الضرر والنقصان ويحتمل أن يكون ذلك إصلاحا لا حكما واختلف الناس هل كان حكمهما بوحي أو اجتهاد فمن قال كان باجتهاد أجاز الاجتهاد للأنبياء وروي أن داود رجع عن حكمه لما تبين له أن الصواب خلافه وقد اختلف في جواز الاجتهاد في حق الأنبياء وعلى القول بالجواز اختلف هل وقع أم لا وظاهر قوله ففهمناها سليمان أنه كان باجتهاد فخص الله به سليمان ففهم القضية ومن قال كان بوحي جعل حكم سليمان ناسخا لحكم داود وأما حكم إفساد المواشي الزرع في شرعنا فقال مالك والشافعي يضمن أرباب المواشي ما أفسدت بالليل دون النهار للحديث الوارد في ذلك وعلى هذا يدل حكم داود وسليمان لأن النفش لا يكون إلا بالليل وقال أبو حنيفة لا يضمن ما أفسدت بالليل ولا بالنهار لقوله صلى الله عليه وسلم العجماء جرحها جبار ^ وكلا آتيناه حكما وعلما ^ قيل يعني في هذه النازلة وأن داود لم يخطيء فيها ولكنه رجع إلى ما هو أرجح ويدل على هذا القول أن كل مجتهد مصيب وقيل بل يعني حكما وعلما في غير هذه النازلة وعلى هذا القول فإنه أخطأ فيها وأن المصيب واحد من المجتهدين ! 2 < وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير > 2 ! كان هذا التسبيح قول سبحان الله وقيل الصلاة معه إذا صلى وقدم الجبال على الطير لأن تسبيحها أغرب إذ هي جماد ! 2 < وكنا فاعلين > 2 ! أي قادرين على أن نفعل هذا وقال ابن عطية معناه كان ذلك في حقه لأجل أن داود استوجب ذلك مناصفة ! 2 < صنعة لبوس > 2 ! يعني دروع الحديد وأول من صنعها داود عليه السلام وقال ابن عطية اللبوس في اللغة السلاح وقال الزمخشري اللبوس اللباس ! 2 < لتحصنكم من بأسكم > 2 ! أي لتقيكم في القتال وقرىء بالياء والتاء والنون فالنون لله تعالى والتاء للصنعة والياء لداود أو للبوس ! 2 < فهل أنتم شاكرون > 2 ! لفظ استفهام ومعناه استدعاء إلى الشكر ! 2 < ولسليمان الريح عاصفة > 2 ! عطف الريح على الجبال والعاصفة هي الشديدة فإن قيل كيف يقال عاصفة وقال في ص رخاء أي لينة فالجواب أنها كانت في نفسها لينة طيبة وكانت تسرع في جريها كالعاصف فجمعت الوصفين وقيل كانت رخاء في ذهابه وعاصفة في رجوعه إلى وطنه لأن عادة المسافرين الإسراع في الرجوع وقيل كانت تشتد إذا رفعت البساط وتلين إذا حملته ! 2 < إلى الأرض التي باركنا فيها > 2 ! يعني أرض الشام وكانت مسكنه وموضع ملكه فخص في الآية الرجوع إليها لأنه يدل على الانتقال منها ! 2 < يغوصون له > 2 ! أي