@ 366 @ ءَالِهَتَكُمْ } . .
وبين مكر رؤساء الكفار في قوله : { بَلْ مَكْرُ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ } . والمكر : إظهار الطيب وإبطان الخبيث ، وهو الخديعة . وقد بين جل وعلا أن المكر السيىء لا يرجع ضرره إلا على فاعله . وذلك في قوله : { وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ } . قوله تعالى : { فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ الْقَوَاعِدِ } . أي اجتثه من أصله واقتلعه من أساسه . فأبطل عملهم وأسقط بنيانهم . وهذا الذي فعل بهؤلاء الكفار الذين هم نمروذ وقومه كما قدمنا في ( سورة الحجر ) فعل مثله أيضاً بغيرهم من الكفار . فأبطل ما كانوا يفعلون ويدبرون . كقوله : { وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ } وقوله : { كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ } ، وقوله { اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِى الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُواْ ياأُوْلِى الاٌّ بْصَارِ } إلى غير ذلك من الآيات . قوله تعالى : { ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ } . أي يفضحهم على رؤوس الأشهاد ويهينهم بإظهار فضائحهم ، وما كانت تجنه ضمائرهم ، فيجعله علانية . .
وبين هذا المعنى في مواضع أخر ، كقوله : { أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِى الصُّدُورِ } أي أظهر علانية ما كانت تكنه الصدور ، وقوله : { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَآئِرُ } . .
وقد بين جل وعلا في موضع آخر : أن من أدخل النار فقد ناله هذا الخزي المذكور ، وذلك في قوله : { رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } وقد قدمنا في سورة ( هود ) إيضاح معنى الخزي . قوله تعالى : { وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِىَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة . أنه يسأل المشركين يوم القيامة سؤال توبيخ ، فيقول لهم : أين المعبودات التي كنتم تخاصمون رسلي وأتباعهم بسببها ، قائلين : إنكم لا بد لكم أن تشركوها معي في عبادتيا .
وأوضح هذا المعنى في مواضع أخر ، كقوله : { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِىَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } ، وقوله : { وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُون